اشتهرت كربلاء ومنذ القدم بطقوسها الحسينية الخاصة التي تميزها عن باقي المدن الإسلامية. هذه الطقوس ابتدأت منذ أن تكرمت هذه الأرض باحتضان جسد أبا الأحرار الامام الحسين (ع) في عام 61هـ بعد أن سقط شهيداً الحسين (ع) في معركة الطف الخالدة من أجل إعلاء كلمة التوحيد الإلهي وتحرير وإنقاذ البشرية أجمع، منذ ذلك الوقت عرفت كربلاء المواكب الحسينية واختصت بإقامة الشعائر الحسينية الراسخة في نفوس وضمائر محبي أهل البيت (ع).
لذا تراهم يستعدون لاستقبال أيام عاشوراء الحزن والشهادة وفي وقت مبكر تبدأ هذه الاستعدادات في كربلاء بنصب موكب العزاء الحسيني والتي يطلق عليها محلياً بـ(التكيات) جمع تكية، والمراد به هو ذلك البناء المؤقت والمستخدم فيه مواد قابلة للرفع والتنصيب بسهولة مثل (الخشب والحديد وغيره) وتتوسط التكية مدرجات خشبية عالية تحوي العشرات من الأواني الزجاجية الملونة والمزودة بمصابيح كهربائية، وهذه المراسيم تقليد قديم يرمز لاستقبال موكب الامام الحسين (ع) عند مقدمه إلى كربلاء.
بالإضافة إلى نصب السرادق والخيام المختصة بخدمة الزوار الوافدين إلى المدينة، مع خروج مواكب العزاء اليومية والتي تبدأ منذ اليوم الأول من المحرم، وتستمر إلى اليوم العاشر منه من دون انقطاع، تشارك فيه جميع موكب عزاء أطراف كربلاء القديمة، والتي هي سبعة أطراف متمثلة بـ(طرف عزاء المخيم وطرف عزاء باب الخان وطرف عزاء باب النجف وطرف عزاء باب بغداد وطرف عزاء باب السلالمة وطرف عزاء باب الطاق وطرف عزاء جمهور العباسية).
وفي آخر سنة قبل أن يصدر النظام البائد أوامره بمنع هذه الموكب من النزول وتحديداً في عام (1974) كان عدد هذه الموكب في كربلاء آنذاك (37 موكب وهيئة)، وبعد السقوط عادت هذه المواكب والهيئات لممارسة طقوسها وشعائرها الحسينية وعددها اليوم تجاوز الـ(600 موكب وهيئة) في كربلاء فقط، منها أكثر من (150 موكب) عزاء خاص باللطم والزنجيل، أما الباقي فهي هيئات خدمية خاصة بخدمة زوار الإمام الحسين (ع).
المصدر: شبكة النبأ المعلوماتية