إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
لو نظرت الى أوسع من هذه الحياة على وفق الحقائق والقيم التي بلغها الله سبحانه وتعالى في مخاطبته لعباده، فإنه لا شك في هذه القاعدة، وذلك من ابعاد ما ورد في الآيات الشريفة من حديث حول الدنيا من أنها لعب ولهو وفتنة وتكاثر في الأموال والأولاد، وقال امير المؤمنين(ع) وقد دخل على أحد اصحابه وهو (العلاء بن زياد الحارثي) يعوده فرأى سعة داره "ماكنت تصنع بسعة هذه الدار في الدنيا، أما انت اليها في الآخرة كنت احوج".
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص110