محرم الحرام أول شهر من أشهر السنة الهجرية، أهم الأحداث التي وقعت فيه واقعة كربلاء التي استشهد فيها الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه، وسمي بالمحرم نحو عام 412 م في عهد كلاب بن مرة الجد الخامس للنبي محمد (صلى الله عليه وآلة وسلم) لحرمة القتال فيه عند العرب، وفي كل عام يقوم المسلمون بنصب العزاء فيه من أجل مواساة أهل البيت في أحزانهم. (1)
بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) في محرم سنة 61 هـ تحول هذا الشهر إلى شهر عزاء وحزن للمسلمين، وكان الأئمة المعصومون (ع) يعتنون بإقامة العزاء في هذا الشهر، فورد عن الإمام الرضا (ع) "كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكاً وكانت الكآبة تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام. فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (ع)"
وذكر الميرزا جواد الملكي التبريزي في كتابه المراقبات حول أعمال شهر محرم: ينبغي لأولياء آل محمّد صلوات اللَّه عليهم بحكم الولاية والوفاء، والإيمان بـاللَّه والرّسول، أن يتغيّر حاله في العشر الأوّل من المحرّم فيظهر في قلبه ووجهه وهيئته آثار الحزن والتّفجّع، وأن يترك بعض ملذات الحلال خاصة في اليوم التاسع والعاشر، واللَّيلة الحادية عشر، ويكون بمثابة من أصيب في والده أو ولده، ويزور لا محالة في العشر الأوّل كلّ يوم بالزّيارة المعروفة بـعاشوراء (2)
المصدر
1- المسعودي، مروج الذهب، ج 2، ص 188.
2- الملكي التبريزي، المراقبات، ص 26-27.