إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
على المرء ان يلتفت الى نفسه ويلقي باللوم عليها، ويسيطر على مشاعرها ولا يأذن في استرسالها فيسعى الى تأصيل عامل القناعة في نفسه من خلال الأساليب التربوية، حتى يكون مصوناً من هذا الشقاء، ومتمتعاً بالسعادة بما عنده، فالقناعة غنيمة باردة، وكنز لا ينفد، بل هو نصف السعادة في هذه الحياة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص107