إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان السعادة والشقاء بالعمل او النعمة إنما يقدران بلحاظ التوابع والاثار، فلو حكم بها بالنظر الى ذات العمل او ذات النعمة دون ملاحظة التبعات لكان في ذلك مسامحة في الحكم، لما فيه من التجزئة للأشياء المترابطة، وبذلك يظهر انه ليس من السهل ان يجزم المرء بسعادة لنعمة يمتاز بها عن الآخرين، لعدم علمه بما يتبعها من آثار، فربما حاز المرء جمالاً أدى به الى منغص بحيث كان يسلم منه من دونه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص104