إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
اللهم لك الحمد على ما ميزته بنا من عقل مكنته من الاهتداء الى حقائق هذه الحياة وأبعادها، ثم ما تفضلت به علينا من رسالاتك التي نبهت بها على دلالاتها وغاياتها، حتى آمنا بك وصدقنا برسلك، فأبلغ اللهم بإيماننا هذا الى درجة اليقين حتى يكون نوراً من بين أدينا ومن خلفنا، تصوننا به من فتن هذه الدنيا وتضيء لنا به غداً ظلمات البرزخ وعرصات القيامة.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص97