إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
ان ما يتفق للمرء في هذه الحياة من العوارض المؤلمة للفرد والمجتمع على قسمين: أحدهما: ما يكون قدراً له في هذه الحياة.
والاخر: ما يترتب عليه متفرعاً على إرادته واختياره الوعي.
فما كان قدراً عليه أحتسب له ذلك، وعوض عنه، وكذا ما كان مترتباً على اختياره الواعي إن كان بحسن نية، أو ما كان من دون نية سيئة ولا حسنة، ولكل درجته وتقديره، وأما ما كان مترتباً على نية سيئة فلا تعويض عنه.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص118