إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
النظام الذي خلق عليه الانسان:
ذكر النظام الذي خلق عليه الانسان في هذه الحياة وما بعدها، وتبصر الانسان في هذا الموضوع ضروري جداً، فإنه أمس الأمور به، ولن يتحقق السلوك الصحيح للإنسان من دونه.
وهذا النظام بطبيعة الحال يكون مناسباً لغايته سبحانه من خلق الانسان وهي معرفته والاذعان له والخضوع لعظمته كما خلق الملائكة والجن لهذه الغاية نفسها.
ولهذا النظام على وفق ما أنبأ الله سبحانه وتعالى به عباده في رسالته إليهم عدة مفاصل.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص69 - 70.