إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
النية فهي مقومة لقيمة العمل في الآخرة وآثاره سلباً أو ايجاباً، فإن عمل الخير يكون على وجهين..
أحدهما: أن يأتي بالخبر رجاء لتحصيل منفعة عاجلة، أو درء مفسدة متوقعة من غير نظر الى حسن العمل وقيمته الفطرية، أو أثر متوقع له بعد هذه الحياة وذلك مما لا حصاد منه في الآخرة.
والآخر: أن يأتي بالخبر لكونه خيراً فينبعث فيه المرء عن فطرته، ويتحرك من منطلق ضميره وهذا العمل يترك أثار إيجابياً بعد هذه الحياة، فلا يساوى المحسن في الآخرة بغيرة، كما لا يساوى المسيء بغيره حتى إذا لم يكن مؤمناً بل لكل جزء عمله، وإن كان ذلك بتخفيف العقوبة ودرء بعض الأهوال.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص127