إنَ أهم ما يُلزم على الإنسان في هذه الحياة بعد العلم بحقيقتها وآفاقها وغاياتها من خلال الإيمان بالله سبحانه ورسله الى خلقه والدار الآخرة هو توعيته لنفسه وتزكيته إياها، بتحليتها بالفضائل وتنقيتها من الرذائل، حتى يتمثل علمه في عمله واعتقاده في سلوكه، فيكون نوراً يستضيء به في هذه الحياة ويسير بين يديه وبإيمانه في يوم القيامة.
من السنن الاجتماعية مثلاً أن الأحوال الاجتماعية لن تتغير إلا بتغير في المجتمع نفسه، كما قال سبحانه وتعالى (ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) ومن ثم نرى أن المصلحين يسعون إلى إيجاد تغيير في سلوك المجتمع وأولوياته، كما إن المفسدين يسعون ألي مثل ذلك بما يؤدي إلى ما يرغبون فيه من تقبل الاستبداد وتهزيع الأخلاق.
المصدر: أصول تزكية النفس وتوعيتها، محمد باقر السيستاني، ج1، ص130