المعروف ان كربلاء المقدسة اشتهرت بالعديد من الصناعات التي تعتمد على النبات بشكل رئيسي كمواد أولية ولعل أبرزها صناعة الدبس (عسل التمر) والسبب يعود الى كثر المواد الأولية (التمور) سيما الزهدي لاحتوائه على نسبة عالية من السكر.
والمعامل الخاصة لهذه الصناعة المهمة هي البزارات (المسابك)، والتي بلغ اعدادها (120) بزارة، اندثرت معظمها او تركها أصحابها لدخول التقنية الحديثة لهذه الصناعة، وقد تركزت البزارات الكربلائية في الشارع الواقع بين محلة باب بغداد من بداية المستوصف الحالي الى باب الخان مغتسل العلقمي القديم.
اشتهرت البزارات في كربلاء بجودة منتوجها رغم وجود البعض منها في المدن المجاورة، في (المسيب والكوفة والهندية والحلة) الا انها كانت قليلة نسبياً قياساً لمسابك كربلاء فضلاً عن انها لم تضاهي جودة المنتوج الكربلائي وذلك لمهارة العاملين المختصين وخبرة أصحاب المسابك.
(البو كماز) هم الأشخاص الذين كانوا مشهود لهم في هذا العمل حيث امتهنوا صناعة الدبس لأجيال متعاقبة، وأبرزهم المرحوم كاظم ومن بعده ابنه خليل والمرحوم كريم توارث أولاده المهنة من بعده وهم (كاظم وناصر ومحمد) واخرهم المرحوم جار الله والملقب بـ (اجوير أبو كمالي).
ويبلغ عدد العاملين في هذه المهنة ثلاث اشخاص يمتازون بالخبرة وهم الصانع واثنان من العمال يعملون بأجر اقل، اما اجرة المبزرجي تعتمد على البنود، والبند الواحد يخرج بوجبة واحدة تستمر لمدة ثمانية ساعات يتقاضى اجر قدره (200) فلس في ثلاثينات القرن الماضي.
المصدر موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص124-126.