أفادت "موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة" الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة، وضمن قسمها الخاص بالتأريخ القديم، بوجود جذور للترابط الجغرافي والسياسي والديني بين كلاً من مدينتيّ الحيرة وكربلاء حتى قبل ظهر شعلة الإسلام على العالمين.
وذكرت الموسوعة نقلاً عن كتاب "معجم البلدان" للحموي، أن القرب الجغرافي بين المدينتيّن هو أحد العوامل التي جعلتهما يـتأثران ببعضهما البعض، حيث لعب هذا العامل دوراً كبيراً في زيادة الترابط، حيث تقع كربلاء (في طرف البرية عند الكوفة) وتقع في شمالها مدينة الأنبار، وفي الجهة الشرقية منها تقع مدينة بابل، وفي جنوبها الغربي مدينة الحيرة عاصمة المناذرة، أما من الجهة الغربية فتحدها مناطق صحراوية شاسعة تتصل بمناطق الجزيرة العربية.
إن لهذا الموقع أهمية استراتيجية كبيرة فهي تقع بوسط العراق مما جعلها حلقة الوصل للتجارة المارّة عبر مناطق العراق الى كافة أرجاء الجزيرة العربية.
ويبدو أن التسميات التي عرفت بها كربلاء ربما كانت دليلاً على مدى ذلك الترابط، حيث إشتهرت كربلاء بأسم "الحائر" العربي الأصيل، وكانت من مساكن العرب في الجاهلية، فيما يظهر جلياً القرب في المعنى والاصطلاح بين الحيرة في المناذرة والحائر في كربلاء التي عُرِفت أيضاً بإسم "أرض بابل".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التاريخ القديم، الجزء الأول، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2020، ص 219 -220.