ذكرت "موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة" الصادرة عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة وضمن قسمها الخاص بالتاريخ الإسلامي، ثاني المنازل التي شرفّها سيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين "عليه السلام" في رحلته من مكة المكرمة الى كربلاء المقدسة، وكان هذا الموضع يسمى بـ "الصِّفاح".
وجاء في المحور التأريخي للموسوعة، أنه "لم يحدد الجغرافيون والبلدانيون موضع (الصِّفاح) تحديداً دقيقاً، ويظهر من خلال رواياتهم عدم الدقة والوضوح، فـ (ياقوت الحموي) يذكر أن (الصِّفاح) هو موضع بين حنين وأنصاب الحرم على يسار الداخل من مكة الى مشاش، وفي رواية أخرى أنه وادٍ قريب من الطائف، وهو الموضع الذي هزم فيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) جيش هوازن، ورواية ثالثة إدّعت أن الصفاح معروف في حدود الجبال المشرعة على وادي (المغمس) وهي آخر ما يتركها شاهد مكة على شماله حسبما جاء في (معجم البلدان) للحموي".
ويظهر من خلال تتبع مسيرة الحسين أن "الصِّفاح" هي المنزل الذي يلي موضع "التنعيم" في الطريق الى العراق، وتبعد ستة أميال عن "التنعيم"، وفيها لقي الفرزدق الحسين، وذكر له فيها مقولته الشهير "قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية".
المصدر:- موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي، قسم التأريخ الإسلامي، الطبعة الأولى، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2019، ص 43.