قال أرباب السير أن خفاجة قد أغارت على بلد سيف الدولة صدقة بن مزيد في شهر ربيع الأول سنة (479هـ)، فلما بلغه الخبر، بعث ابن عمه قريش بن بدران بن دبيس بن مزيد الأسدي على رأس جيش لمحاربتهم وصد الغارة.
وذكرت المصادر أن محاولة سيف الدولة هذه لم تتكلل بالنجاح، حيث هُزِم جيشه حينها وأُسِر قائده، ثم أُطلِق سراحه، فطمعت خفاجة بعد هذا الانتصار، فأغارت على كربلاء، وسلبوا أهلها، ووضعوا السيف في رقابهم، وعاثوا في المدينة فساداً، فلما بلغ هذا الخبر سيف الدولة، قام بتجهيز جيشاً عرمرماً قاده بنفسه، وحاصر خفاجة داخل الروضة الحسينية، قبل أن يغلق عليهم أبواب الروضة، ويقتل منهم خلقاً كثيراً، فلم يسلم من خفاجة إلا شخص واحد ألقى بنفسه وفرسه من أعلى سور الحائر فنجا بنفسه.
يذكر أن سيف الدولة كان قد كرّ راجعاً الى الحلة بعد أن أعاد الأمن والأمان الى كربلاء، ليأمر عامله بعدها بتعويض خسائر الحائر الحسيني الشريف من خزانته الخاصة.
المصدر:- محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، "مدينة الحسين – مختصر تاريخ كربلاء"، الجزء الثاني، أحد منشورات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، 2016، ص 183.