تعتبر مهنة الكاتب العمومي مهنة حرة تقدم خدمات كتابية على أشكال وأنواع ولغات مختلفة مثل كتابة المراسلات وقراءتها وترجمتها، فالخبرة الواسعة التي يحصل عليها الكاتب من تلك المهنة ترجع لحكمته في النصح والإرشاد والفتاوي ويبدي رأيه في المواقف والمشاكل والنزاعات، ولكن بصورة ودية وليست قانونية، فجلوسهم أمام المحاكم ومعايشتهم للقضايا تسمح لهم ببناء خلفية معرفية طويلة.
ومن المهن التراثية الكربلائية الجميلة التي كان لها صدى بين المهن وهي "العرضحالجية" نفهم من التسمية أن العرضحال هو (عرض الحال) ومعناه طلب تحريري من شخص معين يقدم إلى جهة ادارية رسمية ذات اختصاص للنظر في الطلب كإجراء أولي (للمعاملة)، والعرضحالجي هو من يقوم بالكتابة عن الاخر والاخر هو اما امي او جاهل لتلك اللغة المطلوب الكتابة بها او فقط ليست له الخبرة والدراية الكافيتان لكتابة ما يريده بالطريقة الإدارية او القانونية المطلوبة منه.
وتعد هذه الحرفة من الحرف القديمة الجوالة وكان موضع عملهم بجوار الدوائر الحكومية، وغالباً ما يكون كاتب العرائض من الموظفين المتقاعدين المتمرسين في أصول المعاملات الرسمية واجراءاتها، حتى انهم وضعوا في قانون من قبل الدولة العراقية يضمن حقوقهم ويكون مسؤولاً أمام المحكمة في كتابة العرائض.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص246.