ورثت الحضارة الإسلامية الحمَّامات التقليدية أو حمَّامات السوق ضمن ما ورثته عن الحضارات السابقة لها، وانتشرت الحمَّامات في مدن العالم الإسلامي شرقاً وغرباً، وحَتَّمت ضروريات الحياة على المسلمين في مجتمعاتهم بصفة عامة أن يقتبسوا فكرة الحمَّام البيزنطي - الروماني وجعلوا منه مرفقاً عاماً شعبياً بالمعنى الصحيح.
ظهرت فكرة بناء الحمامات العامة في كربلاء، لأنها تقوم بدور كبير في النظافة والطهارة والاغتسال، وهو امر ضروري وذلك لما في المدينة من الخصوصية نظراً لوجود مرقد الحسين وأخيه العباس عليهما السلام.
ومن أشهر الحمامات في مدينة كربلاء المقدسة هو "حمام سيد سعيد الشروفي" الذي يقع في باب بغداد - شارع فندق الدلة (شارع الوزون) فندق الشروفي، اسس الحمام السيد "سعيد مصطفى الشروفي" عام ۱۹۲۰م، ويعد اول حمام عمومي يدخل الدوش في عمله عام 1952 م على يد السيد "حسن الحسيني اللولجي"، والذي أحدث ضجة في وقتها.
ويعد حمام سيد سعيد من الحمامات المميزة في كربلاء لكونه الوحيد الذي يحوي في باحته الداخلية على حوض ماء (شذوران)، كما يوجد فيه ايوانات صغيره يسبقها دكة كبيرة يصعد عليها من يريد ان ينزع ملابسه، یدار حمام حالياً من قبل السيد علي محمد هاشم من عام ۲۰۱۱م إلى يومنا هذا، ويعد الحمام إرثاً حضارية فهو مسجل في دائرة الآثار، كما أن المهنة مجازة رسمياً من قبل وزارة الصحة، ويعد الحمام من اهم المعالم التراثية والسياحية في مدينة كربلاء التي مازالت قائمة الى يومنا هذا.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص198.