نشر كتاب "البحث عن الملوك والغزاة - غيرترود بيل وعلم الآثار في الشرق الأوسط" للباحثة والأستاذة في مجال فن وآثار الشرق الأدنى بجامعة كولومبيا البريطانية، "ليزا كوبر" مخططاً خاصاً بقلعة الأخيضر، والمقتبس من مخططات "مس بيل" المنشورة عن هذه القلعة، والتي تعتمد بالكامل على القياسات الخاصة بها وعمليات التخطيط التي أجرتها في الموقع خلال زياراتها في عاميّ 1909 و1911، ومع ذلك، فقد تم إعتماد الأرقام الخاصة بالمساحات الداخلية من المخطط الترقيمي لعالم الآثار الألماني "أوسكار رويثر" عن القلعة المذكورة.
ومما جاء أيضاً في الكتاب المذكور، أن "قلعة الأخيضر تقع على بعد حوالي (45) كم جنوب غرب مدينة كربلاء، ضمن ما يعتبر بـ "صحراء خالية من الحياة" إلى حد كبير، على الرغم من أن وادي "آل عبيد" القريب منها، والذي يمر عبر الموقع، كان سيوفر لها المياه العذبة في العصور القديمة".
قدّرت "بيل" بشكل صحيح على الأرجح، أن الظروف البيئية الرطبة والأكثر ملاءمة في الأوقات السابقة، ربما تكون قد وفّرت الدعم لتواجد العديد من أنواع الطيور والحيوانات البرية الأخرى، وأن سكان الأخيضر كانوا سيجدون مدىً وافراً للصيد.
يتكون الأخيضر بشكل أساسي من سور عالي كبير مستطيل الشكل ومصنوع من ألواح حجرية رقيقة ومحصنة بأبراج مستديرة، والتي وضِع داخلها هيكل قصر ومبنى فرعي أصغر.
أدركت "بيل" الطابع الدفاعي لجدار السياج من خلال ميزات مثل فتحات النوافذ الضيقة أو الثغرات الموجودة في الأبراج والجدار بينهما، والتي يمكن من خلالها إطلاق الأسهم أو المقذوفات الأخرى، كما لاحظت وجود فجوات في الأرضية عند كل فتحة سهم أو ما تسمى بـ "التشكّلات" التي هي عبارة عن فتحات أرضية بين الحواف الداعمة لبطانة الجدار، والمستخدمة آنذاك لإسقاط الحجارة أو السوائل المغلية على العدو المتمركز عند القاعدة الدفاعية للجدار.