صدر نظام التلغراف في تشرين الأول عام 1859م والذي منح حق استخدام البرق للدوائر الحكومية العثمانية والسفارات الأجنبية والتجار حصراً على أن تكون الاتصالات سرية.
أما في ولايات العراق العثمانية فقد أنشئ أول خط للبرق (التلغراف) في العراق من قبل البريطانيين باتفاق مع الدولة العثمانية قادماً من الهند عن طريق البصرة، وجرى أول اتصال برقي بين ولاية بغداد وبين اسطنبول في 27 حزيران 1861م.
وفي عام 1863م وقعت الحكومتان العثمانية البريطانية اتفاقاً تعهدت بموجبه الأخيرة بمد خطين للبرق فوق الأراضي العراقية وعلى نفقتها الخاصة، وقد افتتح الخط الأول في عام 1864 م وكان يربط بين بغداد وخانقين ومنها إلى كرمنشاه، وطهران ثم إلى ميناء بوشهر على الخليج العربي ليرتبط بعدها بخطوط الاتصال البرقي مع الهند.
أما الخط الثاني فامتد بين البصرة والفاو ثم فيما بعد إلى القرنة ليتفرع منها إلى فرعين يمتد الأول من القرنة إلى بغداد ليرتبط بخط البرق عبر كركوك واربيل ونصیبین وماردین وديار بكر ثم إلى اسطنبول، امتد الخط الآخر من القرنة إلى بغداد عبر مدن الفرات ماراً بسوق الشيوخ والسماوة والديوانية والحلة ومنها إلى بغداد وقد تم إكمال هذا الخط في كانون الثاني 1865م، وقد شهد هذا العام تأسيس دائرة البرق في مركز ولاية بغداد.
وبعد تولي "مدحت باشا" لولاية بغداد عمل جاهداً لتطوير هذه الخدمة وجعل بغداد مقراً للخدمة البرقية التي تربطها بالعاصمة العثمانية إستانبول من جهة والمدن العراقية من جهة أخرى، كما استمرت عملية مد الأسلاك البرقية بين بغداد وباقي المدن والقصبات العراقية وكان من بينها مدينتا كربلاء المقدسة والنجف الاشرف، إذ افتتح الوالي "مدحت باشا" مركزاً للبرق في كربلاء عام 1869م بعد موافقة الحكومة العثمانية، كما تم افتتاح مركز للبرق في بلدة طويريج مركز قضاء الهندية في العام ذاته.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الوثائق العثمانية، ج8، ص93-95.