أول مستشفى عام في العراق كان قد افتتح في بغداد في عهد الوالي "مدحت باشا"، وقد تبرع الأغنياء والوجهاء من أهالي المدينة بالأموال لبناء هذا المستشفى بعد مناشدة الوالي "مدحت باشا" لهم بسبب قلة الأموال في خزينة الولاية، وتم افتتاح المستشفى في عام 1872م الذي أطلق عليه اسم "الغرباء.
في عام 1875م وتحديداً في قضاء النجف الاشرف وجدت دائرة سميت (نجف معاينه) أي دائرة الطبابة التي ارتبطت بدائرة بلدية القضاء، وكان يديرها وكيل مدير كان في عام 1877 م "احمد أغا".
وفي قضاء كربلاء افتتح مستشفى في عام 1907م، وقد بلغت طاقته الاستيعابية (30) سريراً، وقد أطلق عليه اسم المستشفى "الحميدي" تيمناً بالسلطان عبد الحميد الثاني.
وقد أشار أحد الزائرين لمدينة كربلاء في عام 1911م إلى وجود مستشفى عسكري في المدينة. أما بالنسبة للصيدليات فقد كانت هناك صيدلية واحدة في قضاء كربلاء عام 1911 م، وكان كثير من أهالي اللواء يفضلون الاعتماد على الأعشاب والوصفات الموجودة لدى العطارين.
واما قضاء النجف الاشرف فقد رفع مجلس إدارة ولاية بغداد مضبطة إلى وزارة الداخلية العثمانية في 12 آذار 1904م بخصوص الموافقة على بناء مستشفى في مدينة النجف الاشرف. وقد استمرت مطالبة أهالي النجف للسلطات العثمانية بافتتاح مستشفى في مدينتهم، وبعد مناقشات مطولة بين المسؤولين العثمانيين صدرت موافقة السلطان العثماني "عبد الحميد الثاني" ببناء مستشفى في قضاء النجف الاشرف في كانون الثاني 1906م، وتم إبلاغ وزارتي الداخلية والأوقاف الهمايونية بتنفيذ بناء المستشفى بعد التنسيق مع إدارة ولاية بغداد.
وتأخر تنفيذ بناء مستشفى قضاء النجف الاشرف حتى عام 1915م حينما تم عرض الموضوع مرة أخرى في مجلس ولاية بغداد، وبعد المناقشة صادق المجلس في اجتماعه السادس عشر على بناء مستشفى في القضاء، وقد تم تخصيص (150) ألف ليرة من ميزانية الولاية لغرض بنائه، وقد حدد أسرة المستشفى ب (22) سريراً.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الوثائق العثمانية، ج7، ص293-295.