شعرت جمعية الاتحاد والترقي بانهيار شعبيتها في الانتخابات الفرعية التي جرت في اسطنبول لانتخاب نائب عنها بدلا من أحد النواب المتوفين ونجح فيها المرشح الائتلافي طاهر خير الدين، الأمر الذي زاد من حدة المعارضة في مجلس المبعوثان ضد الاتحاديين ففكروا بحل المجلس وابتدعوا فكرة تعديل المادة (35) من القانون الأساس سبباً لحل المجلس، وقد وافق السلطان العثماني على حل المجلس في 18 كانون الثاني ۱۹۱۲م وبموافقة مجلس الأعيان قرر أجراء الانتخابات في غضون ثلاثة أشهر ابتداءً من تاريخ حل المجلس.
جرت انتخابات مجلس المبعوثان في دورته الثانية وكانت انتخابات غير مباشرة أيضاً في لواء كربلاء في ۳۰ آذار ۱۹۱۲ م، وكانت المقاعد المخصصة للواء في مجلس المبعوثان العثماني هي مقعدين فقط، وقد رشح لهذه الانتخابات (۸) أشخاص هم كل من "نوري أفندي" معاون مدير قوة الجاندرمة في ولاية بغداد، والمدعي العمومي في محكمة بداءة بغداد "فؤاد بك الدفتري"، والحاج "عبد المهدي الحافظ"، والسيد "محمد آل الوهاب"، ومدير تحريرات لواء كربلاء "ودود أفندي"، ورئيس مجلس البلدية في مركز اللواء "سلمان أفندي"، والسيد "قاسم آل رشدي"، وقائممقام قضاء النجف الاشرف "إبراهيم ناجي السويدي".
وقد تشكلت هيئة تفتيشية للإشراف على هذه الانتخابات وكانت برئاسة "سلمان عويد أفندي"، وعضوية (9) أعضاء، (4) منهم من مجلس إدارة لواء كربلاء وهم السيد محمد الطباطبائي، ومحمد سعيد أفندي، ومحمد علي أفندي، وسید احمد أفندي، و(5) أعضاء من مجلس البلدية هم كل من حسن أفندي، وعبد علي أفندي، وثامر الموسوي، وعبد عزيز أفندي، وحسن أفندي. وبعد إجراء الانتخابات في مركز لواء كربلاء كانت نتائج المرشحين على النحو الآتي:
وبذلك فإن نوري بك، وفؤاد الدفتري كانا نائبي لواء كربلاء في مجلس المبعوثان العثماني في دورته الانتخابية الثانية التي بدأت أعمالها في 18 نيسان۱۹۱۲. وقد حددت مهمة المجلس في هذه الدورة في حل الخلاف بين أعضاء المجلس السابق والحكومتين العثمانيتين المتعاقبتين، ولذلك صدرت الإرادة السنية بحله في 7 آب ۱۹۱۲ م والدعوة إلى إجراء انتخابات جديدة، ولكن إجراء تلك الانتخابات تأخر بسبب الحرب في البلقان حتى بداية شهر نيسان 1914م.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الوثائق العثمانية، ج7، ص388-391.