نشرت الباحثة والأستاذة في مجال فن وآثار الشرق الأدنى بجامعة كولومبيا البريطانية "ليزا كوبر"، وضمن صفحات كتابها "البحث عن الملوك والغزاة -غيرترود بيل وعلم الآثار في الشرق الأوسط"، قصاصةً من دفتر الملاحظات الميداني الخاص بالمستشرقة وعالمة الآثار البريطانية الشهيرة "غيرترود بيل"، حيث يظهر في هذه القصاصة، الخارطة التخطيطية للقطاع الجنوبي الشرقي من قصر الأخيضر وقياساته.
ويذكر الكتاب أيضاً، أنه في الأشهر الأولى من عام 1911، وخلال رحلتها الثانية إلى بلاد ما بين النهرين، شملت رحلة بيل توقفاً قصيراً في الأخيضر، حيث مكثت لثلاثة أيام من أجل أخذ قياسات وإلتقاط صور إضافية.
وبحلول هذا الوقت، كان عرب الجوف قد غادروا، وحل محلهم "الزكَاريط" -وهم عشيرة فرعية من قبيلة شمر –والذين نصبوا خيامها في مكان قريب، وخلال النهار، وعندما تكون "بيل" تعمل على قياساتها، كان "الزكَاريط" يتواجدون في القصر، جالسين في دائرة حول خيام البعثة الخاصة بـ "بيل" في الفناء الداخلي، منهمكين بخياطة ملابس جديدة ومراقبين للتقدم الذي تحرزه في العمل.
ومما جاء في كتاب "د. كوبر" أن "بيل" كانت تمتلك طاولة تخطيط هندسي في هذه الرحلة، لأنها ذكرت إستخدامها لها في وضع خطة للقلعة وللمساعدة في أخذ الارتفاعات، وهي مهمة إستهلكت الكثير من وقتها، ومع ذلك، وحتى في ظل هذا الجهد، ظلت راضيةً عن خطتها السابقة لعام 1909، والتي وصفتها بأنها "دقيقة بشكل رائع" مع إمتلاكها خطأ أو إثنين فقط.
وفيما يخص التصوير الفوتوغرافي، التقطت "بيل" صوراً للميزات المعمارية التي فاتتها في عام 1909 واستخدمت العدسات المقرّبة للحصول على تفاصيل إضافية عن المدى القريب.
المصدر: In Search of Kings and Conquerors, Gertrude Bell and the Archaeology of the Middle East - Lisa Cooper [Pg. 111].