ذكر الرحالة الإنكليزي جون أشر الذي وصل الى العراق خريف سنة 1281هـ / 1864م، أن المتنفذين والموسرين من الشيعة بإمكانهم دفن موتاهم في الصحن الشريف بعد دفع الرسم المطلوبة، ذلك أن ثمن هذا الامتياز يكلف مبلغاً كبيراً جداً في بعض الأحيان.
ومن الممكن في بعض الحالات دفن بعض الناس بالقرب من الضريح المطهر بعد دفع المبالغ الباهظة "اذ ان التكاليف المالية تزداد كلما أقترب الدفن من الضريح المقدس".
غير أن المألوف ان تزور الجنائز التي يؤتى بها الى كربلاء، ويطاف بها حول الضريح المقدس، ثم تؤخذ للدفن في أي مكان آخر في المقابر المعروفة.
وكانت الحكومة العثمانية تجبي ضريبة قليلة على الجنائز القادمة إلى كربلاء في باب البلدة، وكانت محاولات كثيرة تجري بين حين وآخر للتهرب من دفع الضريبة هذه بطرق شتى.
وكانت الجهات العثمانية المسؤولة في باب المدينة لا تسمح بإدخال عدد كبير من الجنائز إلى البلدة مرة واحدة، لأنها تصل بأعداد كبيرة في بعض المواسم، بحيث يؤدي دخولها إلى انتشار الأمراض، وازدحام الطرق والازقة في داخل البلدة، اذ تصل في القافلة الواحدة أحياناً من إيران ألف جنازة في وقت واحد ومع كل واحدة منها شخص أو أكثر من أقارب المتوفى.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج1، ص85.