وهو رحالة انكليزي ينتسب إلى عائلة ميشيل الثرية، بدأ رحلته من البصرة يوم الخميس 10 آذار سنة 1779 م بصحبة اربعة من رفافه الانكليز، من البصرة إلى القرنة ثم إلى قرى متعددة ثم الكوت 19 آذار، ثم العرجة، ومنها إلى قرية جريان ثم السماوة التي وصلها 24 آذار، ثم الحسكة (الديوانية) ومشهد علي وكربلاء والحلة حتى وصل بغداد في 10 نيسان وكانت رحلته نهرية برية.
الوصول الى كربلاء ومنها الى الحلة
غادر ايفرز مدينة مشهد علي كما يسميها، في 6 نيسان 1779 م على الحيوانات بدلالة احد المعممين ويقول في ذلك:
"بعد ان تمكنا من تدبير الخيول والبغال استأنفنا رحلتنا عند الساعة الحادية عشرة عبر منطقة بهيجة جداً. وشاهدنا على الطريق قوافل متجهة من "الحلة" إلى "مشهد علي" وتوقفنا عند الساعة العاشرة عند خان شربنا فيه "القهوة" ثم تابعنا رحلتنا مجدداً. وفي نحو الساعة الثالثة والنصف وصلنا إلى مسجد مسور يدعى "كربلاء" فيه خانات.
ولكننا لم نتوقف هنا، اذ لاح لنا بعض الخيالة المشبوهين الذين عبروا الطريق للاستطلاع عن امرنا، وهو ما لاحظه سيدنا المعمم، فعاد بنا إلى المسجد (يقصد كربلاء) حيث بقينا حتى الساعة الثانية عشرة ليلاً، ثم امتطينا دوابنا مجدداً ومضينا في رحلتنا قدماً! فوصلنا عند الفجر تقريباً الى "الحلة" ونزلنا "في خان".
ومع أن إبفرز وصل كربلاء وسماه (مسجد مسور) وهي تسمية توحي أن كربلاء في وقت زيارته كانت مسورة، ولا يقصد بالمسجد (مرقد الحسين عليه السلام) لأن وصوله اولاً إلى مدينة كربلاء، فضلاً عن أن وصوله إلى مسجد الحسين (عليه السلام) غير مسموح به، وقد تأید وصوله إلى المدينة حينها أشار إلى وجود الخانات، ولم يصل مرقد الحسين (عليه السلام).
ومما يؤسف له أن ايفرز ورفاقه لم يكن راغباً بالتوقف في كربلاء بل عزم على مغادرتها بعد أن وصل اليها في الساعة الثالثة والنصف، غير أن مخاطر الطريق اجبرتهم على البقاء الساعة الثانية عشرة ليلاً، ليستأنفوا رحلتهم الى الحلة، ومع مكوثهم هذه الساعات لم يكتب شيئاً عن كربلاء المدينة، ولا عن احوال سكانها، ولا عن الحرم المقدس، وكانت بالنسبة له محطة وصول الى الحلة التي كتب بوصفها.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج1، ص270-272