استعان العراق في تخطيط الكثير من مدنه وحواضره العمرانية بالعديد من الشركات المختصة بتخطيط المدن والمشهورة بوضع التصاميم الأساسية، وتعد المؤسسة اليونانية دوکسیادس من أشهر الشركات العالمية في مجال التخطيط العمراني والحضري فجميع الأعمال التصميمية والتخطيطية التي أجرتها المؤسسة في العراق حملت في طياتها فلسفة العمارة الأمريكية التي حاول تطبيقها في الكثير من المحافظات مثل بغداد وأربيل وكربلاء المقدسة.
ففي عام 1956م عهد مجلس الإعمار العراقي إلى مؤسسة "دوکسیادس" وضع المخطط الأساس لمدينة كربلاء المقدسة بعد أن تزايد عدد السكان والتوسع العمراني فيها، فقد أجرت المؤسسة المسوحات الميدانية والدراسات التفصيلية الدقيقة لجميع قطاعات المدينة ومؤسساتها الحيوية وأخيراً وضعت المؤسسة تقريرها النهائي للوضع الحضري لمدينة كربلاء المقدسة تتضمن دراسة متكاملة ومقترحات ومجموعة توصيات وقعت الدراسة تحت عنوان (The Future of Karbala) وهي عبارة عن دراسة ميدانية مفصلة عن طبيعة الواقع الجغرافي والاجتماعي والسكاني والخدمي لمدينة كربلاء المقدسة مزودة بخرائط موقعيه تفصيلية.
ولقد استطاعت مؤسسة دوکسیادس من وضع مخطط مدينة كربلاء المقدسة على خط الزوايا القائمة والتي توفر إمكانية إضافة امتدادات عمرانية جديدة لها مستقبلاً فعلى صعيد مقترحات السكن التي تقدمت بها المؤسسة لمدينة كربلاء المقدسة هو الامتداد الحضري باتجاه الجهة الجنوبية الشرقية للمدينة والمتمثل بظهور العديد من الأحياء السكنية الجديدة أهمها "حي الحسين" كونه المحور الأكثر سهولة في توسع المدينة.
أما على صعيد الزيادة السكانية فقد توقعت المؤسسة زيادة سكانية سريعة بسبب ارتفاع معدلات الهجرة السكانية، وأما على المستوى الوظيفي المركز المدينة فقد اقترحت الدراسة تحويل مركز المدينة التقليدي إلى مركزٍ يضم الاستعمالات الدينية والثقافية دون غيرها، كما أوصت بإلغاء جميع الملكيات الخاصة وتحويل سكانها إلى مناطق وأحياء سكنية جديدة.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الجغرافي، ج2، ص179-180.