تعد صناعة الفخار من الصناعات الشعبية المشهورة في كربلاء قبل مرحلة التحضر، وكان في كربلاء اکوار لصنع الفخار، وتتمثل فيه براعة الفن والتجربة والمهارة، وبراعة الصنعة والصانع من حيث صناعة اللوازم المختلفة، وكانت المواد الفخارية غير مصبوغة، باستثناء الحباب والخوابي وبعض الأواني التي تطلى باللون الاخضر او الأزرق.
تزخر كربلاء المدينة القديمة والمقدسة بتراثها الشعبي وقد تداولت الأجيال هذا التراث، وقسمت الصناعات الطينية التراثية الى عدة مجالات تأتي في مقدمتها مكونات البيت التراثي من أدوات ولوازم يحتاجها الفرد الكربلائي.
الكوازة جمع کوز: وهي من الصناعات الفخارية المشهورة في كربلاء وتتمثل فيها البراعة في الفن، كان الناس في الحقبة الماضية يستعملون الاواني المصنوعة من الطين (الحري) المفخور لأغراض حفظ ماء الشرب وتبريده في فصل الصيف.
ان عملية تحضير الاواني تبدأ بتخمير الطين وتحضيره للحالة المطلوبة ثم تبدأ المباشرة بعمل الاناء المرغوب بواسطة (عتلة) تدور يتم تحريكها من قبل (الأسطة) الذي يعالج الطين ويقدر احتياج كل اناء منه على قاعدة دائرية متصلة بالعتلة (الدوارة) ويتحكم بالطين الذي يكون طوع يديه حتى اكمال صنع ما يرغب به من الأواني، وهي متنوعة الاشكال والأحجام.
يتم عرضها للشمس فترة بعدها يودعها في الكورة لفخرها بالنار لتكتسب القوة والمتانة، ومن أشهر الكوازين في مدينة كربلاء المرحوم حسين الكواز الذي كان يتخذ من سوق الحسين (عليه السلام) الكبير مقابل حمام موسی بن جعفر (عليه السلام) مكاناً بسيطاً له، والمرحوم باقر الكواز الذي كان محله في سوق الميدان، وكذلك الاخوان عبود وكاظم محلهم في محلة باب النجف ومحسن الأعور في سوق باب الخان والحاج اسماعيل الكواز في محلة المخيم وغيرهم.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج 1، ص 81-82.