نشأت الأسواق التراثية الرئيسة في مدينة كربلاء منذ القرن الثاني للهجرةالتاسع للميلاد، أي في عهد الدولة العباسية وتحديدا في زمن الخليفة العباسي المأمون (813م- 198هـ /833م-218هـ)، وكانت آنذاك عامرة تسودها الطمأنينة وتؤمها القوافل.
وتعد هذه الأسواق الفولكلورية القديمة اليوم أحد اهم الآثار التاريخية التي تدل على مدى عراقة هذه المدينة من ناحية، ومدى حيويتها وفاعليتها التجارية على مر العصور الاسلامية من ناحية أخرى، ومنذ ذلك الحين بدأت السياحة الدينية لكنها بشكل بسيط، إذ كان بعض الزائرين يفضلون البقاء عند مرقد الامام الحسين (عليه السلام) ومنهم من يفضل الرجوع الى ديارهم.
واشتهرت مدينة كربلاء بأسواقها التاريخية العريقة التي تؤلف بمجموعها وحدة من وحدات المنشأة الاجتماعية، فهي ترتبط عضوياً بالمراقد المقدسة وتحيط بها. وقسم منها يمتد أمام مداخلها بحيث لا يمكن إلا المرور من خلالها، مجسداً الترابط بين الجانبين المادي والروحي في حياة المدينة والزائرين، وكانت بعض الأسواق ممراً للمواكب الحسينية أثناء إقامة الشعائر في المناسبات الدينية وكذلك لمرور المواكب الجنائزية.
ومن الأسواق القديمة في مدينة كربلاء المقدسة "سوق باب السلالمة" من اسمه يدل على انه يبدأ من طرف السلمات التلة الزينبية حتى يتصل بسوق الحسين، مروراً بشارع السدرة، وهو من الاسواق الشعبية الفولكلورية ايضاً، ويمتد من شارع صاحب الزمان وينتهي بشارع الوزون في محلة باب بغداد، ويقع ضمن منطقة باب السلالمة.
يباع فيه مختلف انواع الاعشاب الطبية والعطارية، والمعجنات والحلويات المشهورة بها كربلاء، فضلاً عن اللحوم القصابية والمواد الغذائية التجارية والمنزلية، ومن معالمه المندثرة حمام المالح وبركة الماء المجاورة له، وقد شيد على اثرها مؤخراً فندق سياحي كبير على وسع الحمام القديم، ولهذا السوق تفرعات عدة تؤدي إلى (باب الطاق وباب النجف وباب السلالمة وباب بغداد)، وهذه محلات قديمة لكربلاء.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص64-65.