أهتم قانون المعارف لعام 1869م بمسألة إدارة المعارف فقد أكد ضرورة تشكيل (مجلس معارف) في كل ولاية من الولايات العثمانية، وهذا المجلس هو السلطة الإدارية الرسمية للتعليم في الولاية، وهو فرع (شعبة) مرتبطة بوزارة المعارف العثمانية .
كما نص القانون على أن يرأس مجلس معارف كل ولاية (رئيس)، وهو مدير إدارة المعارف، يتم تعيينه مع بعض كبار موظفي المجلس من قبل وزارة المعارف، ويضم هذا المجلس عدداً من الأعضاء هم من الموظفين وبعض الشخصيات المحلية التي تقوم بانتقائها إدارة الولاية، أما الإدارة التعليمية في الألوية المرتبطة للولاية، فتوكل في كل لواء منها باثنين من موظفي مجلس معارف الولاية يسمون ب (المفتشين).
أما مهام هذا المجلس فهي تنفيذ الأوامر والتعليمات التي ترد إليه من وزارة المعارف والتأكد من تطبيقها، والإشراف على سير التدريسات وإنشاء المدارس الجديدة، وتنظيم ميزانية المعارف والوقوف على صحة المعاملات الخاصة بالتعليم وخاصة فيما تتصل بتعيين المعلمين ومنح الشهادات.
وقد تطرق نظام إدارة الولايات العمومية الصادر لعام 1871 م إلى مسألة تنظيم إدارة التعليم في الدولة العثمانية حينما أكد على أهمية وظيفة مدير معارف الولاية، والنظر والتدقيق في الجوانب المتعلقة بالتعليم وإجراء الإصلاحات وتفتيش المدارس والمكتبات، ورفع التقارير السنوية إلى الوالي الذي يقوم بدوره برفعها إلى الحكومة العثمانية، مبيناً في هذه التقارير ما تم إنجازه من أعمال في مجال المعارف، أما مدير المعارف فيساعده عدد من المعاونين والمفتشين فضلا عن مجلس المعارف.
وقد تشكلت مجالس المعارف في ولاية بغداد في عهد الوالي مدحت باشا، غير أن عمل هذا المجلس سرعان ما تعثر بعد انتهاء حكم مدحت باشا في الولاية، وكان السبب في ذلك هو إهمال أعضاء المجلس وعدم تفانيهم في أداء واجباتهم.
وقد انتظم عمل هذه المجالس من جديد بعد صدور قانون تشكيل مجالس المعارف في الولايات عام 1882م فتأسس أول مجلس للمعارف في ولاية بغداد عام 1883 م.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، الوثائق العثمانية، ج7، ص287-289.