تسنى للدكتور دوایت دونالدسون في سنة 1928م/ 1347هـ أن يزور العتبات الشيعية المقدسة في العراق كلها، وكربلاء منها على الأخص، إتماماً لمشروعه في كتابة مؤلف خاص عن عقائد الشيعة وتاريخهم.
وكان قد أمضى ستة عشر عام في مشهد الامام الرضا (عليه السلام) في خرسان يبحث وينقب هذا الغرض. فأخرج في سنة ۱۹۳۳م کتاباً صنخماً سماه "عقيدة الشيعة" وكتب فيه فصلاً كبيراً عن كربلاء، وأخر عن الايام الحسين (عليه السلام).
ولو أن مؤلفه الدكتور "دوناسون" لم يكن رحالة، لكن ما ذكره عن كربلاء ينفع في هذا السياق بالرغم من الأوهام والأغلاط التي وردت فيه بخصوص عقائد الشيعة وممارساتهم.
يقول الأستاذ جعفر الخياط عن ذلك: "ومع ما في هذا الكتاب من مبالغات وأغلاط غير متفقة مع الواقع، ومع انه يحاول اعتبار الكثير من الخرافات والغرائب التي تعب في جمعها كأنها جزء من العقائد الإسلامية الشيعية، فقد أثرت أن اورد هنا انطباعات المؤلف عن كربلاء، وبعض ما توصل إلى معرفته عن المعتقدات الاسلامية عند الشيعة جاء في الباب الثامن من كتاب (عقائد الشيعة)، وفي عنوان (كربلاء أشهر المشاهد الشيعية) بقول دونالدسون): "اتذكر يوم غادرنا الفندق في بغداد بالساعة الرابعة صباحا لزيارة كربلاء، وقطعنا الصحراء بسيارة فورد طراز (ت) القديمة وهي تسير بأقصى سرعتها، وقبيل السادسة خففنا السرعة في أرض رملية كثيفة في طريق ملتوي بين بساتين النخيل المحيطة بالمدينة المقدسة.
المصدر موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج١، ص٢٣٦الى ٢٣٨