معظم موظفي كربلاء في العهد العثماني كانوا من خارج اللواء، أغلبهم جباة غير مراعين لمصالح الناس، وبعد الاحتلال البريطاني للعراق رفض مثقفو كربلاء خدمتهم بتأثير من فتاوى علماء الدين باستثناء "عبد الحمید خان" الذي تقلد منصب متصرفية اللواء حتى عام 1921م.
وفي الحقيقة أن كربلاء قد أنجبت العديد من المتعلمين والمثقفين الذين تتلمذوا في المدارس الدينية وزوايا مساجد الفقهاء، فدرسوا الفقه والأدب والفلسفة وباقي العلوم التقليدية، وآخرين أكملوا دراستهم بإنتقالهم الى الجامعات والمعاهد الحديثة، وحاول بعضهم خدمة الدولة بعد تأسيس الحكم الوطني في العراق، لكن اغلبهم لم يحصل على فرصة للتعيين في دوائر الدولة، بسبب سيطرة الأغلبية من بقايا العثمانيين الذين اطلق عليهم النائب "سعد صالح جرير" (العرب المستعربة) يرجع ذلك لأسباب عديدة بعضها طائفية، والأهم من ذلك هو توجسهم خفية من هذا اللواء المشهور بمواقفه الوطنية، فسعوا إلى اضعافه والسيطرة عليه، فاتسمت ادارتهم بالرشوة والفساد وعدم الكفاءة.
ولا بد من الاشارة هنا إلى إن نفي المجتهدین عام ۱۹۲۳م، وإعتزالهم السياسة جعل الميدان خاليا للأفندية الذين كانوا في صراع.
فعلى الرغم من معارضة المجتهدين للعمل لدى الحكومة، نلاحظ دخول بعض أفندية كربلاء الحياة السياسية، فصار قسم منهم نوابا في المجلس النيابي العراقي، وطالبوا بالإصلاح وعملوا في المعارضة، وتمكن قسم منهم تقلد مناصب سياسية حكومية.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج٣، ص١٦٣-١٦٤.