اعتمدت المدارس الدينية في كربلاء منذ تأسيسها، على جهود ودعم علماء الدين المجتهدين، الذين تأتي لهم الأموال عن طريق (الزكاة والخمس) وكذلك الهبات والتبرعات التي يقدمها المسلمون سنوياً لهم لعدم ارتباط المدارس بالجهات الرسمية كي تتولى بدورها رعايتها ودعمها مالياً.
اما المراحل الدراسية الدينية فكانت ثلاث مراحل هي : الدراسة التمهيدية وتعرف بـ (المقدمات) وتعني الكتب العلمية التي يدرسها الطالب، مقدمة لمسيرته العلمية و تشمل علوم ( النحو، البلاغة، الصرف، المنطق، بعض الكتب الفقهية) وبعد اكماها ينتقل الطالب إلى مرحلة الدراسات الوسطى التي تعرف ب (السطوح) وتكون هذه المرحلة سطحية بالنسبة لما بعدها لعدم اعتماد منهجها على التوسع في ذكر الدليل ومناقشته أو التعمق فيه، وتشمل هذه المرحلة دراسة علوم (الفقه، الأصول والكلام، والحديث) ، في حين تسمی المرحلة الثالثة بمرحلة ( البحث الخارج ) وتختص بدراسة شاملة عميقة لأدلة المسائل والقضايا الفقهية والأصولية وسميت (بالخارج) لأن الدراسة فيها تتم خارج المتون او الكتب المقروءة حيث تعتمد طريقة المحاضرة في حلقات كبيرة يترأسها اساتذة كبار من المجتهدين ( الفقهاء )، واجتياز هذه المرحلة يؤهل الطالب إلى مرحلة الاجتهاد ومن
مدارس کربلاء الدينية هي :
مدرسة السردار حسن خان :
تقع هذه المدرسة في القسم الشمالي الشرقي من الصحن الحسيني الشريف يرجع تاريخ تأسيسها إلى عام 1766 م شيدها السردار "حسن خان القزويني"، تحتوي المدرسة على (۷۹) غرفة مخصص معظمها للدروس و مكتبة ضخمة تحوي نوادر المخطوطات، اما بنايتها فكانت عبارة عن لوحة من الجمال فجدرانها كتب عليها بخط جميل آيات من القرآن الكريم) و نقشت بالزخارف الهندسية البديعة وبأشكال فنية رائعة وذكر مؤرخ كربلاء السيد "سلمان هادي ال طعمة" ( أن المصلح الكبير جمال الدين الأفغاني كان قد درس في هذه المدرسة لمدة سنتين وكان يقيم في نفس المدرسة.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج5، ص82-84.