بعد انتشار المدارس الإعدادية والمهنية بداية التطور الحقيقي للمستوى العلمي داخل العراق، ولبناء القاعدة المتعلمة القادرة على تلبية احتياجات المجتمع المتطورة، تأسست أول مدرسة إعدادية مدنية في بغداد سنة 1873م، وعين لها ملاك متكامل من المدرسين.
على الرغم من صدور القوانين المتعلقة بشؤون التعليم في الدولة العثمانية منذ عام 1869م، التي بموجبها يتم تأسيس مدرسة إعدادية في المدن التي يبلغ عدد دورها ألفاً يقبل فيها الطلاب المسلمون وغير المسلمين على حد سواء، أكدت على أن يكون هناك تعليم ثانوي يعقب التعليم الابتدائي والرشدي وهي مرحلة دراسية متقدمة، لأنها تهيئ الطلبة للدخول في المدارس العليا، غير أن هذه المدارس لم تلق الإقبال والتشجيع من قبل الدولة ولا من قبل الأهالي، وذلك لأنها تحمل الدولة أعباء مالية في الوقت الذي كانت الخزينة العثمانية تعاني من أزمة مالية حادة بسبب حروبها الخارجية، لهذا لم تفکر في تأسيسها في الولايات بادئ الأمر، أما سبب عدم إقبال الأهالي الانخراط في هذه المدارس فيعود إلى اعتقادهم بأن تعليمهم في المدارس الرشدية كاف لكسب معيشتهم وتعيينهم في الدوائر الحكومية. وتأخر التعليم الثانوي في كربلاء المقدسة حتى عام 1931م في الوقت الذي افتتحت فيها مدرسة مهنية في عام 1924م.
أما إدارة التعليم في سنجق كربلاء فقد أنشأت إدارة معارف ولاية بغداد في أواخر القرن التاسع عشر مجلسا للمعارف في مركز السنجق، برئاسة أحد كبار موظفي الإدارة الحكومية ممثلا في أغلب الأحيان بمدير الأوقاف، أما أعضاء المجلس، فهم من الشخصيات المحلية البارزة ومن علماء الدين يتراوح عددهم بين عضو واحد وأربعة أعضاء. ومهمة المجلس في السنجق لا تتعدى تقديم المشورة للإدارات المدرسية الحكومية في السنجق، التي كانت مرتبطة من الناحية الإدارية بإدارة المعارف في مركز الولاية.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج٥، ص٦١الى ٦٢.