يقول الطبري "وردت الاخبار بحركة قوم يعرفون بالقرامطة بسواد الكوفة فكان ابتداء امرهم قدوم رجل من ناحية خوزستان إلى سواد الكوفة ومقامه بموضع منها يقال له النهرين يظهر الزهد والتقشف ويسف الخوص (نسجه) ويأكل من كسبه ویکثر الصلاة، فأقام على ذلك مدة فكان إذا قعد اليه انسان ذاكره امر الدين وزهده في الدنيا واعلمه ان الصلاة المفروضة على الناس خمسون صلاة في كل يوم وليلة حتى فشي ذلك عنه بموضعه، ثم أعلمهم انه يدعو الى امام من أهل بيت الرسول".
وقال ابن الأثير في احداث سنة 296هـ/ 908م:
"ان الداعيين الفاطميين "احمد بن عبد الله القداح" و"رستم بن الحسين بن حوشب بن داذان النجار" قد التقيا برجل من شيعة اليمن اسمه محمد بن الفضل كان يزور الحسين (عليه السلام) وكان كثير المال والعشيرة من اهل الجند وعرضا عليه المذهب فقبله ورافقه النجار الى اليمن".
ومن الجدير ذكره أن هذا النشاط في الدعوة الفاطمية الذي شهدته كربلاء بين الدعاة والأتباع إنما كان في السنة التي ظهرت فيها بوادر الدعوة في النواحي والولايات والكور ومنها كور الأهواز، والبصرة، والكوفة، وطالقان، وخراسان، وسليمة من ارض حمص وغيرها.
والراجح أنه كان في سنة 401 هه ۱۰۱۰م حينما خطب قراوش بن المقلد امیر بني عقيل للحاكم بأمر الله العلوي، صاحب مصر، بأعاله كلها، وهي الموصل، والأنبار، والمدائن، والكوفة وغيرها، فلا شك أن كربلاء قد نالها هذا التقليد لأنها من توابع إمارة بني عقيل آنذاك.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، ج2، ص230-231.