تعد الامية مرضاً اجتماعياً خطيراً، ظل العراق يعاني منه طيلة فترة الاحتلال العثماني، ويعود انتشار الامية لعوامل عدة (اجتماعية، اقتصادية، سياسية).
ولخطورة أثر الامية في بناء وتطوير المجتمعات، قدم أهالي مدينة كربلاء عام ۱۹۳۲م مقترحاً الى وزارة المعارف بفتح مراكز محو الامية في المدينة الذي وافقت عليه الوزارة، بعد ان وصل عدد الراغبين بالتعلم الى (65) شخصاً.
أوكلت مهمة ادارة مركز محو الامية في مدينة كربلاء الى السيد "محمد علي سعيد"، ولزيادة الراغبين بالالتحاق بمدارس محو الامية افتتح عام 1934م مرکز ثان لمحو الأمية بلغ مجموع المتقدمين اليه (۱۸۰) طالبا، شغلوا صفوف في كلا المركزين، يتلقون تعليمهم من قبل (14) معلم وكان يدرسون فيها مواد، القراءة والكتابة والحساب، وغالبا ما تكون الدراسة فيها مسائية.
وكان الاقبال كبيرة جدا واخذ بالتزايد يوما بعد يوم حتى وصل إلى (265) متعلماً، في عام 1936م موزعين على ثلاثة مراكز مجموع صفوفها (۱۱) صفاً، وفي عام 1938م تم فتح صف صباحي خاص للأميين الصغار من العوائل الفقيرة التي لا تتمكن تحمل تكاليف الدراسة الصباحية بمدرسة (باب الطاق) لتعلم القراءة والكتابة.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج5، ص104-105.