قال ابن الكلبي: زهير بن القين بن الحارث بن عامر بن سعد بن مالك بن ذهل بن عمرو بن يشكر بن علي بن سعد بن نذیر بن قسر بن عبقر بن أنمار بن بجيلة وصرح بمقتله مع الحسين (عليه السلام).
ذكره الشيخ في عداد أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام)
وقال المامقاني: كان زهير رجلا شريفا في قومه نازلا فيهم بالكوفة، شجاعا له في المغازي مواقف مشهورة ومواطن مشهودة)
قال البلاذري: كان زهير بن القين البجلي بمكة -وكان عثمانياً-فانصرف من مكة متعجلا فضمه الطريق وحسيناً، فكان يسايره ولا ينازله، ينزل الحسين (عليه السلام) في ناحية وزهير في ناحية.
قال ابن الأثير: فاستدعاه يوما الحسين (عليه السلام) فشق عليه ذلك ثم أجابه على کره فلما عاد من عنده نقل ثقله إلى ثقل الحسين (عليه السلام) ثم قال لأصحابه من أحب منكم أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد وسأحدثكم حديثا غزونا بلنجر ففتح علينا وأصبنا غنائم ففرحنا وكان معنا سلمان الفارسي فقال لنا إذا أدركتم سيد شباب أهل محمد (عليه السلام) فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه بما أصبتم اليوم من الغنائم فأما أنا فأستودعكم الله ثم طلق زوجته وقال لها الحقي بأهلك فإني لا أحب أن يصيبك في سبي إلا خير ولزم الحسين (عليه السلام) حتى قتل معه.
قال أبو مخنف: فحدثني السدي، عن رجل من بني فزارة فقال: لما كان زمن الحجاج ابن يوسف كنا في دار الحارث بن أبي ربيعة التي في التمارين، التي اقطعت بعد لزهير بن القين وكان أهل الشام لا يدخلونها فكنا مختبئين فيها قال: فقلت للفزاري حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن علي (عليه السلام) قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين اقبلنا من مكة نسایر الحسين (عليه السلام)، فلم يكن ابغض الينا من أن نسايره في منزل، فإذا سار الحسين (عليه السلام) تخلف زهير بن القين، وإذا نزل الحسين لا تقدم زهير، حتى نزلنا يومئذ في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين (عليه السلام) في جانب، ونزلنا في جانب فبينا نحن جلوس نتغذى من طعام لنا، اذ اقبل رسول الحسين (عليه السلام) حتى سلم، ثم دخل فقال: یا زهير بن القين أن أبا عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام) بعثني اليك لتأتيه، قال: فطرح كل إنسان ما في يده حتى كأننا على رؤوسنا الطير.
قال أبو مخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين، قالت: فقلت له: ایبعث اليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت، قالت: فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد اسفر وجهه، قالت: فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه فقدم، وحمل إلى الحسين (عليه السلام)، ثم قال لامرأته، انت طالق، الحقي بأهلك، فأني لا احب ان يصيبك من سبي إلا خير؟
لم تنصروهم، فلا تقاتلوهم"
وفي صبيحة يوم عاشوراء عندما التقى العسكر وعبا الإمام الحسين مع أصحابه، جعل زهير بن القين على ميمنة عسكره.
قال الدينوري: فجعل زهير بن القين على ميمنته، وحبیب بن مظهر على ميسرته، ودفع الراية إلى أخيه العباس بن علي (عليه السلام)، ثم وقف، ووقفوا معه أمام البيوت.
وروي ان زهيراً لما اراد الحملة وقف على الحسين (عليه السلام)، وضرب على كتفه، قاتل قتالا شديدا، فشد عليه كثير بن عبد الله الشعبي؛ ومهاجر بن أوس التميمي، فقتلاه فقال الحسين (عليه السلام) حين صرع زهير: "لا يبعدك الله يا زهير، ولعن قاتليك. لعن الذين بنوا قردة وخنازير".
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، ج6، ص136-152.