هو الحر بن یزید بن ناجية بن قعنب بن عتاب الردف بن هرمي بن ریاح بن یربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي اليربوعي الرياحي
قال الزركلي: من اشراف الكوفة وساداتها اذ احتل موقع الصدارة في المجتمع الكوفي واكتسب شرف قيادة الفرسان وزعامة الرجال. فأن جده عتابا، من سادات العرب في الجاهلية. كانت له: (الردافة في أيام الملك المنذر بن ماء السماء)، والردافة، هي أنه إذا ركب الملك ركب وراءه، وإذا نزل، جلس عن يمينه وله ربع غنيمة الملك من كل غزوة يغزوها، وله إتاوة على كل من في طاعة الملك. مات في حياة المنذر)، ذكره الشيخ في عداد أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام).
التقاء الإمام (عليه السلام) بالحرة
قال الطبري: حدثني أبو جناب عن عدي بن حرملة عن عبد الله بن سليم والمذري ابن المشمعل الأسديين قالا أقبل الحسين (عليه السلام) حتى نزل شراف فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا ثم ساروا منها فرسموا صدر یومهم حتى انتصف النهار ثم إ رجلا قال الله أكبر فقال الحسين (عليه السلام) الله أكبر لماذا كبرت قال رأيت النخل فقال له الأسديان إن هذا المكان ما رأينا به نخلة قط قالا فقال لنا الحسين فما تريانه رأی قلنا نراه رأي هوادي الخيل فقال وأنا والله أرى ذلك فقال الحسين أما لنا ملجأ نلجأ إليه نجعله في ظهورنا ونستقبل القوم من وجه واحد فقلنا له بلى هذا ذو حسم إلى جنبك تميل إليه عن يسارك فإن سبقت القوم إليه فهو کما تريد قال فأخذ إليه ذات اليسار قال و ملنا معه فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل فتبيناها وعدلنا فلما رأونا وقد عدلنا عن الطريق عدلوا إلينا كأن أسنتهم اليعاسيب و كأن راياتهم أجنحة الطير قال فاستبقنا إلى ذي حسم فسبقناهم إليه فنزل الحسين فأمر بأبنيته فضربت وجاء القوم وهم ألف فارس مع الحر بن یزید التميمي اليربوعي حتى وقف هو وخيله مقابل الحسين في حر الظهيرة والحسين وأصحابه معتمون متقلدو أسيافهم فقال الحسين عليه السلام لفتيانه اسقوا القوم وارو وهم من الماء ورشفوا الخيل ترشیفا فقام فتيانه فرشفوا الخیل ترشیفا فقام فتية وسقوا القوم من الماء حتى أرو وهم وأقبلوا يملأون القصاع والأتوار والطساس من الماء ثم يدنونها من الفرس فإذا عب فيه ثلاثا أو أربعا أو خمسا عزلت عنه وسقوا آخر حتى سقوا الخيل كلها.
استشهاده
ان الحر أتى الحسين (عليه السلام) فقال: يا ابن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) كنت أول خارج عليك فأذن لي لأكون أول قتيل بين يديك، وأول من يصافح جدك غدا، وإنما قال الحر: لأكون أول قتيل بين يديك والمعنى يكون أول قتيل من المبارزين وإلا فإن جماعة كانوا قد قتلوا في الحملة الأولى کما ذکر.
قال ابن اعثم الكوفي: كان أول من تقدم إلى قتال القوم الحر بن یزید الرياحي وهو يقول:
إني أنا الخ ومأوى الضيف..... أضرب في أعراضگم بالسيف
عن خير من كل بلاد الحنيف..... أضر بگم ولا أرى من حيف
قال المجلسي: ورُوي أن الحر لما لحق بالحسين (عليه السلام) قال رجل من تميم يقال له يزيد بن سفيان: أما والله لو لحقته لاتبعته السنان، فبينما هو يقاتل وإن فرسه لمضروب على أذنيه وحاجبيه وإن الدماء لتسيل إذ قال الحصين: يا يزيد هذا الحر الذي كنت تتمناه، قال : نعم، فخرج إليه فما لبث الحر أن قتله، وقتل أربعين فارسا وراجلا، فلم يزل يقاتل حتى عرقب فرسه، وبقي راجلا وهو يقول :
إني أنا الحر ونجل الحر..... أشجع من ذي لبد هزبر
ولس بالجبان عند الكر..... لكنني الوقاف عند الفر.
ثم لم يزل يقاتل حتى قتل رحمه الله، فاحتمله أصحاب الحسين (عليه السلام) حتى وضعوه بين يدي الحسين (عليه السلام) وبه رمق، فجعل الحسين (عليه السلام) يمسح وجهه، ويقول : أنت الحر کما سمتك أمك، وأنت الحر في الدنيا وأنت الحر في الآخرة .
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، ج6، ص115-133.