8:10:45
مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم معرضاً للكتاب في جامعة كربلاء مهنة العطارين في كربلاء: عبق التاريخ وروح المدينة مصادر التجهيز المائي لمدينة كربلاء المقدسة مكتبة مركز كربلاء تثري رصيدها بالمرجع الأبرز في علوم الغذاء والصناعات الحيوانية استمرار الدورة الفقهية في المركز كربلاء عام 2018: دراسة إحصائية تصدر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث شِمَمُ الولاء في النبيّ وآله النُجباء: ديوان شعري جديد يصدر عن المركز محسن أبو طبيخ ..أول متصرف عربي لكربلاء بعد جلاء العثمانيين قرن كامل من العمارة العراقية في موسوعة فريدة توفّرها مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث الاتفاق الكربلائية..اول صحيفة عربية غير رسمية في العراق  درس أخلاقي من الإمام الكاظم (ع) في النقد و إبداء الملاحظات ... محمد جواد الدمستاني أقدم طبيب في كربلاء: الدكتور عبد الرزاق عبد الغني الشريفي من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
02:50 AM | 2020-09-05 630
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الحلقة الثانية والعشرون

 ولنا أن نتساءل هنا عن دور المرأة المسلمة في ثورة كربلاء ؛ لقد كان في الثائرين الزوج والأخ والولد ، فما كان موقف المرأة من مصارع هؤلاء؟ ويأتينا الجواب من التأريخ فنهتزّ لموقف المرأة في كربلاء ، لقد كانت المرأة اُمّاً واُختاً وزوجة في طليعة الثائرين المُناضلين المُضحين الباذلين لضريبة الدم. ولا أتحدّث هنا عن زينب وعن أخواتها ؛ فمستوى سلوكهن لم يبلغه بشر ، وإنّما أتحدّث عن نساء عاديات جدّاً كنّ إلى أيّام قليلة قبل يوم كربلاء يشغلهن ما يشغل كلّ امرأة من شؤون بيتها وزينتها ، وتربية أولادها والتحدّث مع جاراتها. نساء لا تربطهن بالثائرين رابطة دم ، ولكن تربطهن بهم رابطة مبدأ ورابطة عقيدة ، فضحّين بالولد والزوج

مستبشرات ، ثمّ ضحّين بأنفسهن في النهاية.

هذا عبد الله بن عمير قال لزوجته إنّه يريد المسير إلى الحسين عليه‌السلام ، فقالت له :

أصبت ، أصاب الله بك أرشد اُمورك ، افعل وأخرجني معك. فخرج بها حتّى أتى حسيناً فأقام معه.

ثمّ برز ليُقاتل ، فأخذت امرأته عموداً ثمّ أقبلت نحو زوجها تقول :

فداك أبي واُمّي! قاتل دون الطيبين ذرّية محمد. فأقبل إليها يردّها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه ، ثمّ قالت :

إنّي لن أدعك دون أن أموت معك. فناداها الحسين عليه‌السلام ، فقال : «جُزيتم من أهل بيت خيراً ، ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهنّ». فانصرفت ، ثمّ قُتل زوجها ، فخرجت تمشي إليه حتّى جلست عند رأسه تمسح التراب عنه وتقول :هنيئاً لك الجنّة. فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يُسمّى رستم :

اضرب رأسها بالعمود. فضرب رأسها فشدخه فماتت مكانها ، وهي أوّل امرأة قُتلت من أصحاب الحسين عليه‌السلام (1).

وهذا وهب بن حبّاب الكلبي ، قالت له اُمّه :قم يا بُني فانصر ابن بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. فقال :

أفعل. فحمل على القوم ، ولم يزل يُقاتل حتّى قتل جماعة ، ثمّ رجع وقال : يا اُمّاه ، هل رضيتِ؟ فقالت :

ما رضيت حتّى تُقتل بين يدي الحسين عليه‌السلام. فقالت له امرأته : بالله عليك لا تفجعني بنفسك. فقالت له اُمّه :

يا بُني ، اعزب عن قولها ، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيّك تنل شفاعة جدّه يوم القيامة. فرجع ، ولم يزل يُقاتل حتّى قُطعت يداه ثمّ قُتل وبرز جنادة بن الحارث السلماني ـ وكان خرج بعياله وولده إلى الحسين عليه‌السلام ـ فقاتل حتّى قُتل ، فلمّا قُتل أمرت زوجته ولدها عمراً ـ وهو شاب ـ أن ينصر الحسين عليه‌السلام ، فقالت له :اخرج يا بُني وقاتل بين يدي ابن بنت رسول الله. فخرج واستأذن الحسين عليه‌السلام ، فقال الحسين عليه‌السلام :«هذا شاب قُتل أبوه ، ولعلّ اُمّه تكره خروجه». فقال الشاب :اُمّي أمرتني بذلك. فبرز وقاتل حتّى قُتل وحُزّ رأسه ، ورُمي به إلى عسكر الحسين عليه‌السلام ، فحملت اُمّه رأسه وقالت :

أحسنت يا بُني. وأخذت عمود خيمة وهي تقول :

أنا عجوزٌ سيدي ضعيفهْ

                خاويةٌ باليةٌ نحيفهْ

 

أضربكم بضربةٍ عنيفهْ

                دونَ بني فاطمةَ الشريفهْ

وضربت رجلين فقتلتهما ، فأمر الحسين عليه‌السلام بصرفها ، ودعا لها

هذه نماذج من سلوك الثائرين في كربلاء. ولقد أهمل التأريخ ذكر كثير من بطولات هؤلاء الثائرين ؛ فإنّ المؤرّخين يحرصون غالباً على تجنّب ذكر التفاصيل الدقيقة ، ويقصرون اهتمامهم على ما يلوح لهم أنّه جليل ، ولقد عملت هذه الأخلاق الجديدة عملها في اكتساب الحياة الإسلاميّة سمة كانت قد فقدتها قبل ثورة الحسين عليه‌السلام بوقت طويل ، وذلك هو الدور الذي غدا الرجل العادي يقوم به في الحياة العامّة بعد أن تأثّر وجدانه بسلوك الثائرين في كربلاء ، وقد بدأ الحكّام المُجافون للإسلام يحسبون حساباً لهؤلاء الرجال العاديين ، وبدأ المجتمع الإسلامي يشهد من حين لآخر ثورات عارمة يقوم بها الرجال العاديون على الحاكمين الظالمين وأعوانهم ؛ لبُعدهم عن الإسلام ، وعدم استجابتهم لأوامر الله ونواهيه في سلوكهم. ثورات كانت روح كربلاء تلهب أكثر القائمين بها ، وتدفعهم إلى الاستماتة في سبيل ما يرونه حقّاً.

ولقد تحطّمت دولة اُميّة بهذه الثورات ، وقامت دولة العباسيِّين بوحي من الأفكار التي تُبشّر بها هذه الثورات ، ولمّا تبيّن للناس أنّ العباسيين كمَنْ سبقهم لم يسكنوا بل ثاروا ... واستمرت الثورات التي تقودها روح كربلاء بدون انقطاع ضدّ كلّ ظلم وطغيان وفساد.

تابعونا في الحلقة الثالثة والعشرين

Facebook Facebook Twitter Whatsapp