كان الإمام الحسين (عليه السلام) تحت المراقبة المشددة في زمن معاوية، وكان الموكلون بمراقبته يبعثون إلى معاوية أخبار تحركاته حتى أموره الخاصة المتعلقة بالزواج وما أشبه ذلك.
وعند مجيء يزيد إلى السلطة باشر سلطاته بهذه الرسالة التي بعث بها إلى الوليد بن عتبة واليه على المدينة والتي جاء فيها: "أما بعد فخذ حسينا وعبد الله بن عمر، وابن الزبير بالبيعة أخذا ليس فيه رخصة، حتی یبایعوا والسلام".
وجاء في اللهوف: "كتب يزيد إلى الوليد يأمره بأخذ البيعة على أهلها (المدينة) وخاصة على الحسين (ع) ويقول: "إن أبي عليك فاضرب عنقه وابعث إلي برأسه
وليس هناك أدنى شك أن يزيد بن معاوية كان مصمما على قتل الإمام الحسين (ع) وقد جاء هذا التأكيد في الرسالة الجوابية الطويلة التي بعث بها ابن عباس إلى يزيد بن معاوية، ومما جاء في الرسالة: "فلست بناس اطرادك الحسين بن علي من حرم رسول الله إلى حرم الله، ودسك إليه الرجال تغتاله وأشخصته من حرم الله إلى الكوفة، فخرج منها خائفا يترقب، وقد كان أعز أهل البطحاء بالبطحاء قديماً، وأعز أهلها بها حديثا، وأطوع أهل الحرمين بالحرمين لو تبوا بها مقامة واستحل بها قتالا، ولكن كره أن يكون هو الذي يستحل حرمة البيت وحرمة رسول الله فأكبر من ذلك ما لم تكبر حيث دسست إليه الرجال فيها ليقاتل في الحرم.
فلماذا لا يلوم أولئك الذين انتقدوا الإمام الحسين (ع) يزيدا كونه هو السبب المباشر في ترك الإمام الحسين مدينة جده رسول الله (ص) حتى لا يعطي الفرصة ليزيد وأعوانه من تنفيذ خطتهم باغتياله في تلك الأماكن المقدسة، وقد نوهنا وذكرنا أقوال الإمام الحسين (ع) المؤشرة إلى هذا الأمر.
المصدر/ ثورة الامام الحسين(ع) دراسة في الجذور والتكوين، محسن باقر الموسوي، ص116-117.