8:10:45
مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم معرضاً للكتاب في جامعة كربلاء مهنة العطارين في كربلاء: عبق التاريخ وروح المدينة مصادر التجهيز المائي لمدينة كربلاء المقدسة مكتبة مركز كربلاء تثري رصيدها بالمرجع الأبرز في علوم الغذاء والصناعات الحيوانية استمرار الدورة الفقهية في المركز كربلاء عام 2018: دراسة إحصائية تصدر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث شِمَمُ الولاء في النبيّ وآله النُجباء: ديوان شعري جديد يصدر عن المركز محسن أبو طبيخ ..أول متصرف عربي لكربلاء بعد جلاء العثمانيين قرن كامل من العمارة العراقية في موسوعة فريدة توفّرها مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث الاتفاق الكربلائية..اول صحيفة عربية غير رسمية في العراق  درس أخلاقي من الإمام الكاظم (ع) في النقد و إبداء الملاحظات ... محمد جواد الدمستاني أقدم طبيب في كربلاء: الدكتور عبد الرزاق عبد الغني الشريفي من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
03:07 AM | 2020-08-27 607
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

الحلقة الحادية عشر

 ومن هنا يمكن القول بأنّ فاجعة كربلاء دخلت في الضمير الإسلامي آنذاك ، وانفعل بها المجتمع الإسلامي بصفة عامّة انفعالاً عميقاً. ولقد كان هذا كفيلاً بأن يبعث في الروح النضالية الهامدة جذوة جديدة ، وأن يبعث في الضمير الشّلو هزّة تُحييه ، وأن يبعث في النفس ما يبعثها إلى الدّفاع عن كرامتها.

وهذه الملاحظات تجعل من المعيّن علينا ألاّ نبحث عن نتائج ثورة الحسين عليه‌السلام فيما تعوّدناه في سائر الثورات ، وإنّما نلتمس نتائجها في الميادين التالية :

1 ـ تحطيم الإطار الديني المُزيّف الذي كان الاُمويّون وأعوانهم يُحيطون به سلطانهم ، وفضح الرّوح اللادنية الجاهليّة التي كانت تُوجّه الحكم الاُموي.

2 ـ بثّ الشعور بالإثم في نفس كلّ فرد ، وهذا الشعور الذي يتحوّل إلى نقد ذاتي من الشخص لنفسه يقوم على ضوئه موقفه من الحياة والمجتمع.

3 ـ خلق مناقبية جديدة للإنسان العربي المسلم ، وفتح عيني هذا الإنسان على عوالم مضيئة باهرة.

4 ـ بعث الرّوح النضالية في الإنسان المسلم من أجل إرسال المجتمع على قواعد جديدة ، ومن أجل ردّ اعتباره الإنساني إليه.

تحطيم الإطار الديني

قد رأينا في فصل سابق كيف استغل الاُمويّون الدين لإيهام رعاياهم أنّهم يحكمون بتفويض إلهي ، وأنّهم خلفاء رسول الله حقّاً ، هادفين من وراء ذلك إلى أن يجعلوا من الثورة عليهم عملاً محظوراً وإن ظلموا وجوّعوا وشرّدوا المؤمنين ، وأن يجعلوا لأنفسهم باسم الدين الحقّ في قمع أيّ تمرّد تقوم به جماعة من الناس وإن كانت محقّة في طلباتها.

وقد رأينا أنّهم استعانوا على ذلك بطائفة كبيرة من الأحاديث المكذوبة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد وضعها ونسبها إلى النبي اُولئك النفر من تجّار الدين الذين تقدّم ذكر بعضهم والذين كانوا يؤلّفون جهاز الدعاية عند معاوية بن أبي سفيان ، واستعان معاوية بهؤلاء وغيرهم في عقد مجالس القصص والوعظ التي دأب القصّاصون والوعّاظ على أن يدسّوا فيها هذه الأحاديث ، ويبشّروا فيها بهذه الأفكار فيؤيّدون بها الحكم الاُموي عن طريق الدين.

وقد جعل معاوية القصص عملاً رسميّاً تابعاً للدولة ، فرتّب قصّاصاً يومية في المحافل والمساجد ، وأنفق عليهم من مال الدولة. قال الليث بن سعد :

«وأمّا قصص الخاصّة فهو الذي أوجده معاوية ، ولّى رجلاً على القصص فإذا سلّم من صلاة الصبح ، جلس وذكر الله عزّ وجلّ وحمده ومجّده ، وصلّى على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، ودعا للخليفة ولأهل بيته وحشمه وجنوده ، ودعا على أهل حربه وعلى المشركين كافة»

وعن طريق هذه المؤسسات (الأحاديث النبوية ، الشعر ، الفرق الدينية ، القصص) آمن الناس إيماناً غيبيّاً بالحكم الاُموي ، وبحرمة الثورة عليه وإن خرج عن حدود الدين الذي هو المبرّر الوحيد لوجوده. ولقد عملت هذه المؤسسات عملها السّام ، وأعطت ثمارها الخبيثة في صورة تسليم تام ، وخضوع أعمى للحكم الاُموي مهما اقترف من مظالم. وهذه بعض الشواهد على ذلك من ثورة الحسين عليه‌السلام نفسها :

فهذا ابن زياد يقول للناس في خطبته التي خذّل فيها عن مسلم بن عقيل :«اعتصموا بطاعة الله وطاعة أئمّتكم»

وهذا مسلم بن عمرو الباهلي ـ وهو من أصحاب ابن زياد ـ طلب منه مسلم بن عقيل بعد أن قبض عليه أن يسقيه من جرّة بباب القصر ، فقال له :

«أتراها ما أبردها؟ والله لا تذوق منها قطرة حتّى تذوق الحميم في نار جهنّم».

فقال له مسلم : مَنْ أنت؟

فقال : أنا مَنْ عرف الحقّ إذ تركته ، ونصح الاُمّة والإمام إذ غششته ، وسمع وأطاع إذ عصيته

وهذا عمرو بن الحجاج الزبيدي ـ من قادة الجيش الاُموي في كربلاء ـ صاح قائلاً حين رأى بعض أفراد جيشه ينسلّون إلى الحسين عليه‌السلام ويقاتلون دونه :«يا أهل الكوفة ، الزموا طاعتكم وجماعتكم ، ولا ترتابوا في قتل مَنْ مرق من الدين وخالف الإمام»

تابعونا في الحلقة الثانية عشر

Facebook Facebook Twitter Whatsapp