8:10:45
مركز كربلاء للدراسات والبحوث يقيم معرضاً للكتاب في جامعة كربلاء مهنة العطارين في كربلاء: عبق التاريخ وروح المدينة مصادر التجهيز المائي لمدينة كربلاء المقدسة مكتبة مركز كربلاء تثري رصيدها بالمرجع الأبرز في علوم الغذاء والصناعات الحيوانية استمرار الدورة الفقهية في المركز كربلاء عام 2018: دراسة إحصائية تصدر عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث شِمَمُ الولاء في النبيّ وآله النُجباء: ديوان شعري جديد يصدر عن المركز محسن أبو طبيخ ..أول متصرف عربي لكربلاء بعد جلاء العثمانيين قرن كامل من العمارة العراقية في موسوعة فريدة توفّرها مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث الاتفاق الكربلائية..اول صحيفة عربية غير رسمية في العراق  درس أخلاقي من الإمام الكاظم (ع) في النقد و إبداء الملاحظات ... محمد جواد الدمستاني أقدم طبيب في كربلاء: الدكتور عبد الرزاق عبد الغني الشريفي من جامعة توبنكن الألمانية.. مدير المركز يبحث عدداً من الملفات العلمية مع مركز العلوم الإسلامية انتفاضة حزيران 1915م في كربلاء البرذويل أثر عراقي يشمخ بعناد في صحراء كربلاء ندوة علمية مكتبة مركز كربلاء تُثري رفوفها بمرجع عالمي يفتح آفاقاً جديدة في أبحاث التسويق إن لم يكن عندكم دين و كنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم (ضرورة الرجوع إلى القيّم الحق) ... محمد جواد الدمستاني مساجد كربلاء القديمة...مسجد العطارين متصرفو لواء كربلاء في العهد الملكي..صالح جبر
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
07:10 AM | 2020-08-26 933
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

تأملات في أسباب نهضة الإمام الحسين

من الصعوبة بمكان الخوض في أسباب الثورات، والعوامل التي أفرزتها إذ لا يوجد في الحقيقة سبب واحد، بل هي مجموعة أسباب وظروف موضوعية حققت قيام الثورة، وفرضت التوقيت على الثائرين، ولذلك من الصعب علينا أن نضع سلماً بالأولويات ومن من الأسباب، كان السبب الرئيس أو الحاسم في قيام الثورة، أو دراسة الظروف التي أدت إلى اختيار الوقت لإعلان الثورة.

ولا يمكن لأي باحث أن يقطع بأن هذا السبب أو ذلك كان هو السبب المباشر، أو أن هذه الظروف قد أملت على الثائرين اختيار وقت الثورة، أو أن نخطى الثائر باختياره للوقت، فنحن مهما تحرينا ودققنا في الأسباب والأوضاع لا يمكن لنا أن نسبر نفوس الثائرين وعقولهم، وما الذي يدور بخلدهم، وما الظروف والأوضاع التي كانت سائدة حينذاك، والمعلومات والحقائق التي تجمعت لديهم وحتمت عليهم القيام بثورة معينة في وقت معلوم.

ومن هذه الثورات تلك الثورة الخالدة التي لا يزال أوارها يشتعل، فتقتبس منها الأمم والشعوب مشاعل الحرية والكرامة والثورة على الظالمين، وأعني بها ثورة الإمام الحسين، إنها ملحمة الطف الخالدة.

ليس من اليسير تلمس الأسباب التي دفعت الحسين (ع) لمناهضة الأمويين والثورة عليهم؛ ذلك أنها ثورة على مجمل قضايا العصر التي شهدها الحكم الأموي، سیاسية واجتماعية واقتصادية فضلا عن جانبها العقائدي.

ونحن إذ نحاول أن تصل إلى الأسباب الحقيقية التي أدت بالإمام الحسين(ع) إلى اعلان ثورته، ومقارعة الظلم الأموي، والعودة بالدين الإسلامي إلى شرعته الأصلية وإلى انتمائه الطبيعي، وبعده العالمي، تجد لزاما علينا أن نقرأ خطبة الإمام الحسين(ع) له في جيش الأمويين، فهو يحدد لنا وبين الأسباب التي توجب الثورة، والوقوف بوجه الظلم والظالمين، ولذلك سوف نبتعد قليلا عن الأسباب التي يعتمدها معظم الباحثين على أنها أسباب الثورة، وفي مقدمها البيعة لزيد بالخلافة بعد معاوية، على الرغم من اعترافنا بأنها سبب من الأسباب المهمة، لكن باعتقادنا أن البيعة ليزيد ليست سببا كافيا لإشعال الثورة بقدر ما كانت سببا في تعجيل الثورة، وفي فرض توقيتها على الإمام الحسين (ع).

فالأسباب كانت كثيرة ومهمة، فمنذ زمن معاوية والحسين كان يدرك ذلك، ويلاحظ تأثيرها في الدين والمجتمع، وكان ذلك يقلقه ويقض مضجعه، وهو يرى تغيير معالم السُّنة، وتشويه معالم الدين، وبث روح الجاهلية، والسير بالأمة بعيدا عن قيم الإسلام.

عندما نقرأ سيرة الإمام الحسين (ع) في انطلاقته، فإننا نجد أن العنوان الذي كان يحكم سيرته إنما هو عنوان الإصلاح في أمة جده، الإصلاح الفكري في مواجهة الانحراف الفكري، والإصلاح السياسي في مواجهة الانحراف السياسي، والإصلاح الاجتماعي في مواجهة الانحراف الاجتماعي.

نعم كان الحسين(ع) مصمما على مواجهة هذا الانحراف سواء بوجود الأنصار أم بعدم وجودهم، فالحسين(ع) كان أمة بذاته، وكان قضية، وكان مصير الإسلام وسر وجوده، فهو والحال هذه لم يكن يبني آمالا عريضة على كتب أهل الكوفة ورسائلهم على ما تمثله لديه من أهمية، ومن حجة عقلية، فبوصفه زعيما دينيا لا يمكن له إهمال هذه الكتب والرسائل، ولا إهمال تطلعات أصحابها على الرغم من معرفته الدقيقة بالكوفة وأهلها، وطبيعة المجتمع فيها، وبالسياسة التي كان ينتهجها معاوية مع زعمائها وأشرافها الذين استمالهم بالعطاء والمنع.

المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، ج1، ص220-228.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp