العباس بن جعدة الجدلي: بایع مسلماً (عليه السلام)، وكان يأخذ البيعة، للحسين (عليه السلام). ولما تخاذل الناس عن مسلم، أمر ابن زیاد بالقبض عليه وحبسه، كان من الشيعة المخلصين في الولاء، وأحد الذين عقد لهم مسلم بن عقیل على ربع تمیم وهمدان.
قال ابو مخنف: حدثني يوسف بن يزيد، عن عبد الله بن حازم، قال: أنا والله رسول ابن عقيل إلى القصر لأنظر إلى ما صار أمر هاني، قال: فلما ضرب وحبس ركبت فرسي وكنت اول اهل الدار دخل على مسلم بن عقيل بل بالخبر، وإذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين: یا عثرتاه! یا ثكلاه! فدخلت على مسلم بن عقيل له بالخبر، فأمرني أن أنادي في اصحابه وقد ملأ منهم الدور حوله، وقد بايعه ثمانية عشر الفاً، وفي الدور اربعة آلاف رجل، فقال لي: نادِ: يا منصور أمت، فنادیت: یا منصور أمت، وتنادی اهل الكوفة فاجتمعوا اليه، فعقد مسلم لعبيد الله بن عمرو بن عزيز الكندي على ربع كندة وربيعة، وقال: سر امامي في الخيل، ثم عقد لمسلم بن عوسجة الاسدي على ربع مذحج وأسد، وقال: انزل في الرجال فأنت عليهم، وعقد لأبي ثمامة الصائدي على ربع تمیم و همدان، وعقد لعباس بن جعدة الجدلي على ربع المدينة ثم أقبل نحو القصر، فلما بلغ ابن زیاد إقباله تحرز في القصر، وغلق الابواب.
قال ابو مخنف: ولما تخاذل الناس عن مسلم امر ابن زیاد بالقبض عليه فقبض عليه من قبل (محمد بن الأشعث الكندي فسلمه إلى ابن زیاد فأودع السجن وبعد مقتل مسلم بن عقيل امر ابن زیاد بقتله).
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي-قسم التاريخ الإسلامي، النهضة الحسينية، ج4، ص229-230.