ان قوات الاحتلال البريطاني وبحسب مقتضى مصالحهم اهتمت منذ بداية احتلالها لبغداد بمشروع الاستثمار الزراعي بل وتكفلت به الجهات العسكرية، لا سيما وان هناك قناعة ان الحاصلات الزراعية في جهات الفرات كثيرة جداً.
في حزيران تبين ان الإنتاج اقل من الحد المعتاد وتبين ضرورة صرف مبالغ كبيرة من اجل عودة الازدهار الاقتصادي وأيقن قادة القوات البريطانية بضرورة ان تصرف الكثير من الأموال لإنتاج الحبوب والاعلاف المطلوبة للأغراض العسكرية علاوة على تجهيز الأغذية للبلاد.
ولهذا أوكلت المهمة لضابط الواردات الأول في تموز 1917 لوضوع خطة مشروع الاستثمار الزراعي لتوسيع ري الفرات وتطهير جميع الجداول الحكومية، وطبعاً كان الهدف سياسي إضافة للهدف الاقتصادي وهو ان تبقى القبائل هادئة في أراضيها ويعمل الفلاحون في ميدان الزراعة وهذا جاء في اعتراف المس بيل شخصياً.
بعد أشهر عديدة من دخول الاحتلال البريطاني لمدينة الحسين (عليه السلام)، حاولوا التقرب من السكان من جهة وإعادة النشاط الزراعي فيها لتطمين بعض احتياجات قواتهم من الغذاء من جهة ثانية، ولهذا قدموا مساعدات عينية من القمح والشعير خلال الموسوم الشتوي 1917-1918م فقد أوضحت احدى الوثائق قائمة بأسماء (26) مزارعاً مع الكميات المسلمة إليهم لتسهيل امر الزراعة، واللافت للنظر ان إدارة الاحتلال البريطاني وتحديداً إدارة مشروع الاستثمار الزراعي استرجعوا ضعف تلك الكميات المسلفة عن موسوم حصاد 1917.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي، قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص518-519.