أمر الحاكم العباسي المسترشد بالله بجمع ما اجتمع في خزانة الروضة الحسينية المقدسة من الأموال والمجوهرات الثمينة والطنافس وغيرها من النفائس، وان توزع على جيشه الذي كان قد أعده لمحاربة السلطان مسعود السلجوقي في عام (528هـ).
وكان المسترشد محتجاً ان قبر الامام الحسين (عليه السلام) لا يحتاج الى خزان الأموال بل يجب توزيعها على جيشه، فبعث اعوانه لنهب الخزنة المقدسة فنهبوها وحملوها اليه ولم يمسوا القبر بسوء.
سار المسترشد ومعه الأموال المنهوبة لمقاتلة السلطان مسعود السلجوقي، ولما تقابل الجيشان وقع المسترشد اسيراً بيد السلطان مسعود إذ خانه جيشه، ثم امر السلطان مسعود بقتل الحاكم العباسي، فقتل شر قتلة ونهب معسكره، وهكذا ختم المسترشد حياته في أسوأ حال جزاء فعلته المنكرة وتطاوله على خزانة الروضة الحسينية المقدسة.
وقد اجمع المؤرخون: عندما قتل المسترشد ونهب خزانته وجد فيها خمسة آلاف جمل وأربعمائة بغلاً محملة بالطنافس والمجوهرات والنقود قدرت تلك الأموال بعشرة آلاف دينار مع العلم ان خزانته كانت فارغة عندما تأهب لقتال السلطان مسعود قبل نهبه خزانة الروضة الحسينية، وكان قد حمل تلك المنهوبات معه ليوزعها على مستحقيها فيما لو كان منتصراً، لكن المقادير شاءت ان ينتقم منه شر انتقام جزاء عبثه ونهبه خزانة الروضة الحسينية المقدسة فلاقى مصيره المحتوم.
المصدر/ مدينة الحسين (عليه السلام)، محمد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة، ج2، ص188-189.