استمر رفض الحكم العثماني قائماً بشكل ما في كربلاء، ولم تلق معظم الإجراءات الحكومية هناك رضاً او قبولاً من الأهالي، وبقيت الخدمة العسكرية الاجراء صاحب المعارضة الاوسع في كربلاء، بل وشكلت سبباً أساساً للمواجهة مع الحكومة المركزية.
في عام 1876م وعلى أثر اعلان النفير العام في الدولة العثمانية استعداداً لحربها مع روسيا وبدأ تحشيد كل المكلفين بالخدمة الإلزامية، قام بعض المكلفين من شباب كربلاء بالفرار من الالتحاق بالقوات العثمانية، وتولى أحد المتعاونين مع الحكومة وهو مختار محلة باب الطاق في كربلاء، امر الوشاية عليهم مما دفعهم الى قتله.
وإزاء تدخل القوات المحلية واتخاذها الإجراءات لألقاء القبض على المتهمين فرت مجموعة منهم وتجمعوا في البساتين خارج المدينة وأعلنوا معارضتهم للسلطة، وحصلوا على تعاطف وتعاون العديد من أبناء المدينة.
وسرعان ما تطور الامر وأخذت المجموعة شكلاً منظماً، وصل عدد المنضمين اليها حوالي مائة وخمسين شخصاً، وتصدر شخص من بينهم لقيادتهم اسمه (علي هدلة)، حدثت بينهم وبين القوات العثمانية بعض المواجهات تمكنوا من تحقيق النجاح في العديد منها وتكليف القوات العثمانية خسائر جسيمة، ساعدهم على ذلك الدعم والإسناد الذي حظوا به من العديد من الشخصيات المعروفة في المدينة للحصول على الذخيرة والمؤن وانضمام عدد من أبناء العشائر اليهم.
المصدر/ موسوعة كربلاء الحضارية، المحور التاريخي- قسم التاريخ الحديث والمعاصر، ج2، ص183