وجودُ المهنِ المختلفة في المجتمع مهمّ جدًا، وذلك لضرورةِ وجود أشخاص محترفين على القيامِ بهذه المهن وتسهيل حياة الناس وإنجاز أعمالِهم المختلفة، إذ لولا وجودُ هذه المهن لكانتِ الحياة أكثر صعوبة، والدليل على أهمية وجود المهن أنّ الأنبياءَ -عليهم الصلاة والسلام- كانوا من أصحاب المهن، فالرسول محمد (ص) عمل في مهنتَيْ الرعي والتجارة، والنبي عيسى (ع) عمل في مهنة النجارة، ومن بين المهن التي لا غنى عنها أبدًا مهنة النجار.
تتميّز مهنة النجار بأنّها مهنة احترافيّة إبداعية تحتاج إلى القدرة على الابتكارِ والتصميم، فالنجّار يجب أن يكون موهوبًا كي يُتقن هذه المهنة التي تتطلّبُ قدرًا كبيرًا من القدرة والتصميم، خصوصًا أنّ النجار يتولى صناعة الأثاث المنزلي والمشغولات الخشبية المختلفة.
النجارة من المهن الصناعية الشعبية القديمة البارزة في مدينة كربلاء والتي مازال كثير من الحرفيين يستخدمون خشب الاشجار في صناعة اثاث المنازل والادوات التي يحتاجها الانسان في حياته اليومية.
ومن أبرز النجارين في كربلاء الحاج عبد الخالق المعمار، والحاج حسين علي شاكر كاظم، كما ذكر الحاج عبد الخالق المعمار "ان مهنة النجارة تأثرت بالظروف السياسية للعراق ففي زمن الحصار كانت هناك قلة في الاخشاب ومادة المعاكس فقام أكثر النجارين في كربلاء باستخدام الاشجار المختلفة كالسدر والصفصاف والصنوبر وغيرها من اجل الاستمرار في العمل المهني".
للنجارين سوق لا يزال يعرف بسوق النجارين، بيدا من ساحة الميدان القديم منتهياً بالجامع الذي يعرف بجامع العباسية وحوانيته تقوم على جانبي الطريق.
ورغم كل الظروف الصعبة والتي تمر في بلادنا الا اننا نرى ان هناك اناس يمارسون مهن متعددة كونها تمثل شخصياتهم وشخصيات عوائلهم وفي كربلاء هناك عوائل اقترنت اسمائها بالمهن التي يمارسونها (كالنجار والصباغ والحداد والصائغ والعطار) ولا يمكن ان تندثر رغم التكنلوجيا الحديثة والثورات الصناعية التي تزداد يوما فآخر.
المصدر موسوعة كربلاء الحضارية، المحور الاجتماعي، ج1، ص137-140