يعد استخدام الآجر او (اللَّبْن) من المواد الانشائية المهمة في البناء لاسيما في الأبنية العراقية القديمة، حيث ان بداية استخدامه تعود الى (الالف السادس قبل الميلاد)، ويتكون من الترب على اختلاف أنواعها كأن تكون تربة طينية او رملية، وانَ أفضلها هي التي تكون ممزوجة بين هذا وذاك.
عُرفَ اللَّبْن في اللغة السومرية بالمصطلح (SIG) وفي اللغة الاكدية (LIBTTUM)، وطريقة تحضيره بعمل حفرة في الأرض توضع فيها التربة ثمَ يضاف الماء اليه والقش ونسبة قليلة من فضلات الحيوانات
لتزداد تماسكاً وقوة ويخلط المزيج بعضه مع بعض ثم يداس ويعجن جيداً حتى يصبح لزجاً، وكلما كانت العجينة متماسكة كلما قلت اكسدتها وتشققها عند الجفاف.
تترك العجينة عدة أيام لتختمر ثم تضع في قوالب خاصة وتترك تحت اشعة الشمس والهواء لمدة تتراوح بين (7- 10) أيام لتكون جاهزة للبناء.
هنالك العديد من الاشكال للَّبْن منها المربع والمستطيل والمنحني وغيرها، وقد استخدمت هذه الاشكال في تشييد الابنية القديمة بإشكال معمارية وهندسية متقنة.
كما تتميز مادة اللَّبْن بالعديد من الخواص جعلته من المواد الانشائية المطلوبة منها حفظ الحرارة في فصل الشتاء كذلك حفظ البرودة في فصل الصيف، فضلاً عن ان مادة اللبن رخيصة الثمن ووفيرة الوجود في الطبيعة وسهلة التصنيع.
استعملت مادة اللَّبْن قديماً في المناطق الوسطى والجنوبية من العراق لاسيما في المناطق القريبة من نهري دجلة والفرات حيث كثر استخدامه في تشييد الأبنية كـ (الوركاء ومعبد الاله سين، وصولاً الى العصر الإسلامي).
واستعمل اللبن قديماً في ابنية مدينة كربلاء المقدسة فقد شيدت أجزاء كبيرة من كنيسة القصير خاصة في حجرات الضلع الشرقي والشمالي والجنوبي، وكذلك في بيوت الكربلائيين منها اذ ان اغلبها كانت مشيدة
من اللَّبْن على الرغم انها لم تكن متينة البناء.
...................................................................................
المصدر: كتاب الأبنية الحضارية في كربلاء حتى نهاية 656هـ، زين العابدين آل جعفر وهدى الفتلاوي، إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص290- 293.