8:10:45
الفيديو التعريفي || مركز كربلاء للدراسات والبحوث Karbala Center for Studies and Research الكتاب الذي غيّر مسار دولة بأكملها... في مكتبة مركز كربلاء للدراسات والبحوث صفات الإنسان الكامل ... محمد جواد الدمستاني من ضفاف الفرات إلى قلب إيران... مركز كربلاء يختتم مشاركته الناجحة في معرض طهران الدولي للكتاب شيخ المحدثين في القرن الثاني عشر... من البحرين الكبرى إلى كربلاء المقدسة "الميزان" يتكلم بلغة العالم... مركز كربلاء يعيد إحياء كنز الطباطبائي كربلاء من الطف إلى الغاضرية... تسميات تشهد على المجد والإباء كربلاء والثورة الصامتة... قصة الأحزاب السرية التي تحدّت العثمانيين والبريطانيين مقاهي كربلاء القديمة - برنامـــــج بعيون كربلائية موسوعة شيعية جامعة في (18) مجلداً… في مكتبة مركز كربلاء من الكوفة إلى كربلاء... آل كمونة يرسمون خرائط الأدب والتقوى جامعة بغداد تستضيف ورشة علمية تمهيدية لمؤتمر الأربعين الدولي التاسع انفوكرافيك ماذا تعرف عن مركز كربلاء للدراسات والبحوث كثرة الحروب في عصر الظهور ... محمد جواد الدمستاني تهنئة زواج النورين استمرار الدورة الفقهية في مركز كربلاء للدراسات والبحوث كربلاء ما قبل الواقعة... حين كانت معبداً سومرياً ومزاراً آشورياً المركز يقيم ندوة علمية حول الظواهر المنافية لقدسية كربلاء - الأسباب والمعالجات مدير مركز كربلاء للدراسات والبحوث في العتبة الحسينية المقدسة يزور هيئة الاعلام والاتصالات في محافظة كربلاء المقدسة المركز يقيم ندوة ارشادية عن ( مخاطر مرض الحمى النزفية وكيفية الوقاية منها)
مشاريع المركز / اطلس كربلاء / محطات كربلائية
01:32 PM | 2025-06-01 252
جانب من تشيع الشهيد زكي غنام
تحميل الصورة

شيخ المحدثين في القرن الثاني عشر... من البحرين الكبرى إلى كربلاء المقدسة

في رحاب الحضرة الحسينية، وتحديدًا قرب روضة الشهداء "رضوان الله عليهم"، يرقد رجلٌ لم يكن عابراً في ذاكرة الفقه الإمامي ولا مجرد محدث تقليدي، بل كان مدرسةً اجتهدت أن تحفظ الشريعة بهدي العترة الطاهرة، فهو الشيخ يوسف بن الشيخ أحمد البحراني (1107 – 1186هـ)، صاحب "الحدائق الناضرة"، وأحد أبرز أركان النهضة الإخباريّة في العصر الصفوي المتأخر.

وُلد الشيخ في قرية "ماحوز" بالبحرين، ونشأ في كنف أسرةٍ علميةٍ عريقة، حيث نهل من معين والده والشيخين الماحوزي والبلادي، حتى تفتّق ذهنه في الفقه والحديث وأصبح أحد رواد الفكر الشيعي الإمامي في القرن الثاني عشر الهجري.

لم تكن حياة البحراني خالية من الصدمات، فقد اضطر إلى مغادرة وطنه بعد خراب البحرين، متنقلاً بين القطيف وكرمان وشيراز، حتى انتهى به المطاف إلى كربلاء المقدسة، حيث جعل منها مركزاً لتدريسه وتأليفه، وجاور فيها حتى وافته المنية يوم السبت 4 ربيع الأول 1186هـ، ليصلي عليه الشيخ الوحيد البهبهاني ويُدفن في قلب كربلاء، التي احتضنت جسده كما احتضنت علمه.

وقد رثاه الشعراء والأدباء، وكان من أبرزهم السيد محمد الزيني الحائري، الذي أرّخ عام وفاته ببيت قال فيه:

فقضيت واحد ذا الزمان فأرخوا            (قد حنّ قلب الدين بعدك يوسف)

       1186هـ.

بلغت مؤلفاته حدّاً يصعب معه الإحاطة، إذ تنوّعت بين الفقه، والعقيدة، والردود العلمية، والتي كان أبرزها، "الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة" والتي كانت موسوعة فقهية اعتمدت على الروايات بشكل مكثّف، مميزة بجمعها وتحليلها بلغة علمية دقيقة.

وإلى جانب "الحدائق الناضرة"، فقد أفاضت قريحة هذا العلّامة الفذ، بمجموعة من النفائس العلمية منها "الشهاب الثاقب في بيان معنى الناصب"، و"النفحات الملكوتية في الردّ على الصوفية"، فضلاً عن "سلاسل الحديد في تقييد ابن أبي الحديد"، و"لؤلؤة البحرين في الإجازة لقرّتي العين" وغيرها من عشرات المصنفات التي أدرجتها كتب التراجم مثل "أعيان الشيعة"، و"روضات الجنات"، و"نجوم السماء"، و"أنوار البدرين".

نهل البحراني من أعلام عصره، وكان حلقة وصل بين الجيل السابق له والجيل اللاحق، ومن أبرز أساتذته الشيخ حسين الماحوزي، الشيخ عبد الله البلادي، والمولى محمد رفيع الجيلاني.

أما تلامذته فقد شكلوا طبقةً علمية رفيعة منهم السيد محمد مهدي بحر العلوم، والميرزا محمد مهدي الشهرستاني، والمولى محمد مهدي النراقي، فضلاً عن الشيخ أبو علي الحائري، والسيد علي الطباطبائي صاحب "الرياض" وغيرهم.

فليس غريباً أن يُدرج الشيخ يوسف البحراني في كتب التراجم كعلمٍ من أعلام الطائفة، فقد جمعت شخصيته بين الصرامة في النقل، والاعتدال في المنهج، والصلابة في الدفاع عن أصول التشيّع.

 

المصدر: كامل سلمان الجبوري، وثائق الحوزة العلمية في كربلاء منذ نشوئها حتى عام 1444هـ / 2023م، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج1، ص30.

Facebook Facebook Twitter Whatsapp