عانت مدينة كربلاء المقدسة في عهد الحكم الايلخاني الأول الإهمال والفقر وعدم الاهتمام الذي كان مقصوداً من الحكام غير المسلمين أمثال الحاكم المغولي هولاكو خان (656- 663هـ/ 1258م)، وأباقا خان (663- 681هـ/ 1282م)، وأحمد تكوادر (681- 683هـ/ 1282م)، واغوان خان (638- 690هـ/ 1291م)، وكيخانو (690- 694هـ/ 1295م)، وبايدو (694- 1295م).
ولم تُشر المصادر بأن هناك أي زيارة قام بها هؤلاء الحكام الى مدينة كربلاء المقدسة، ويبدو ان سبب عزوف هؤلاء الحكام عن زيارة المدينة كونهم على دين الوثنية الأمر الذي جعلهم مدركين بأنهم غير مرحب بهم في مدينة سيد الشهداء (عليه السلام).
وما ان حلَّ العهد الايلخاني الثاني بوصول السلطان غازان الى العرش وإعلان الدولة الايليخانية الإسلام، فقد تغير الحال كثيراً، إذ توجهت عناية السلطان المغولي بالمراقد والمشاهد المقدسة لأهل البيت (عليهم السلام) وخصوصاً بمرقد الإمام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام).
إذ زارّ السلطان محمود غازان مدينة كربلاء المقدسة سنة (696هـ/ 1297م) واشهرَ على الفور إسلامه وتمسك بمبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء، وجعل الإسلام ديناً رسمياً للدولة الايليخية، فضلاً عن قطع صلته بمركز الإمبراطورية المغولية في خان باليغ بالصين.
وبعد مرور سنتين من الزيارة الأولى، زارَ السلطان غازان مدينة كربلاء مرة أخرى وتحديداً سنة (698هـ/ 1299م) وقد عبر نهر الفرات عن جهة مدينة الحلة، وامرَ بحفر نهر أعالي مدينة الحلة يأخذ ماءه من الفرات ليروي المنطقة المحيطة بالمرقدين الشريفين للإمام الحسين وأخيه ابي الفضل العباس (عليهما السلام)، كما أمر ان تذهب عائدات النهر الى الفقراء والاشراف من العلويين.
..............................................................................................
المصدر: موسوعة كربلاء الحضارية الشاملة، المحور التاريخي/ قسم التاريخ الإسلامي، مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج1، ص189- 192.