بعد احتلال القوات البريطانية للعراق والسيطرة على اغلب مفاصل الدولة آنذاك، أمرَ القائد العثماني خليل باشا بإخلاء مدينة بغداد في (17/ من جمادى الأولى سنة 1335هـ) (1917م)، بعد انسحاب الجيوش العثمانية من العراق، فأوعزَ متصرف لواء كربلاء أسعد رؤوف بك بالانسحاب والالتحاق بقائد منطقة الفرات احمد بك الذي كتم نبأ الانسحاب، فاستشار السيد عبد الوهاب آل طعمة الذي كان يشغل منصب وكيل رئيس البلدية في كربلاء.
وذلكَ خوفاً على مدينة سيد الشهداء (عليه السلام) من الانتهاكات والفوضى فضلاً عن الاعتداء على الاهالي كما حدث في النصف من شعبان سنة (1333هـ - 1915م)، فامر على الفور بتولي زعماء المدينة زمام الامور.
فأصبحت مدينة كربلاء تدار محلياً من قبل حكم ائتلاف وطني، فتولى السلطة التشريعية الشيخ محمد علي كمونة بمعاضدة مجلس اللواء، وتولى السلطة التنفيذية الحاج عواد عبد الرحمن آل عواد، وشكلت لجنة لإدارة قضاء كربلاء لجباية الرسوم.
وفي صباح يوم (18/ من جمادى الأولى سنة 1335هـ - 1917م) غادر الحاج أسعد رؤوف كربلاء، لفسح المجال أمام زعمائها ووجهائها، فاخذَ أبناؤها ورجالاتها السيطرة على العتاد والسلاح الموجود في المخازن فقسمَ بين عشائر المدينة، وتولى الشيخ محمد علي كمونة متصرفية كربلاء، ثم عين موظفين لإدارة شؤون المدينة.
المصدر: مدينة الحسين (عليه السلام) مختصر تاريخ كربلاء، محمد حسن الكليدار، سلسلة إصدارات مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ج5، ص303- 305.