مثلما تعرض الحرم وما فيه من نفائس للسرقة والنهب على يد الحاكم الفاجر المتوكل العباسي وسائر أزلام الظالمين، وبعد مرور سنوات دون أن تتكرر هذه الممارسات، انبرى رجل من بني أسد يدعى (ضبة بن محمد الأسدي) على رأس جماعة من القراصنة واللصوص فاستحوذ على منطقة عين التمر واتخذ منها مقراً له مستغلاً ضعف حكومة الطائع بالله الخليفة العباسي الرابع والعشرين الذي تربع على كرسي الخلافة من سنة ٣٦٤هـ حتى سنة ٣٩٠هـ.
استغل (ضبة) موقعه فأغار هو ورجاله سنة ٣٦٩هـ على كربلاء ونهب الأموال والنفائس والمجوهرات، وحمل أهلها اسارى إلى قلعته في عين التمر.
وصل هذا الخبر الأليم إلى عضد الدولة البويهي ففاجأه بمحاصرة قلعة عين التمر يوم الجمعة ٢٨ ذي الحجة سنة ٣٦٩ هـ، ولم يشعر ضبة بن محمد إلا وعشرة آلاف من المقاتلين قد أحاطوا به فلم يجد بداً إلا الفرار، فركب فرسه وإذا به يسقط من أعلى القلعة فهلك فرسه ولاذ بالفرار وحيداً.
سيطر عضد الدولة على القلعة وأطلق الأسارى وأوقف أهل القلعة لخدمة الروضة الحسينية المباركة.
المصدر: محمد باقر مدرس آبادي، مدينة الحسين (ع)، ترجمة مركز كربلاء للدراسات والبحوث، ص 226.