إن لهذه الحرفة تاريخ قديم يعود الى عهد الدولة الاكدية. حيث عثر في الآثار القديمة للدولة الاكدية في بلاد وادي الرافدين على تنور له قاعدة دائرية قطرها أقل من متر وفيه أكداس من القدور،
وتعتمد صناعة التنانير الطينية على مواد أولية تعطي جودة افضل من غيرها ولعل أهم هذه المواد هو التراب الأحمر(الحُرّي ) بسبب خلوه من الملوحة والتي تساهم بحدوث تشققات في جدرانه عند تعرضه للنار كذلك مادة الشفقي والتي هي فضلات الدواب وخاصة الحمير اذ تخلط مع التراب بعد غربلتها والتي بدورها تزيد تماسك التنور. وأيضاً مادة التبن التي تخلط مع الطين وتستخدم في القاعدة السفلية للتنور والتي تعد أكثر أجزاء التنور سمكاً وصلابة لأن ثقل التنور برمته يقع عليه.
وفي كربلاء كانت أغلب المناطق الريفية تصنع التنور الطيني وخاصة منطقة الابراهيمية والحسينية وشارع الحافظ. حيث يجلب الطين من ضفاف نهر الحسينية وكذلك في محلات بيع الفخار عند مقام الامام المهدي( عجل الله فرجه الشريف ) ومنطقة باب بغداد ثم بدأت هذه الحرفة بالانحسار بسبب انتشار تنانير الغاز وقلة الأخشاب وكذلك انتشار المخابز الحديثة.
المصدر :
الحرف والصناعات اليدوية في كربلاء المقدسة وأبعادها التنموية، ص 187